قانون الأحزمة الخضراء للمدن

آراء 2022/05/23
...

 نبيل ابراهيم الزركوشي
 
يكثر الحديث هذه الأيام عن التقلبات المناخية السيئة، التي سيشهدها العراق خلال الفترات المقبلة، ولعل بوادرها قد بانت من خلال العواصف الترابية، التي عطلت الحياة باجتياحها مدن الوسط وبعض المدن الجنوبية وبصورة تكاد تكون أسبوعية، وهو أمرٌ لم نألفه من قبل طيلة الحقب الزمنية الماضية، وان حدثت فهي لم تكن بهذه الوتيرة المتكررة ولفترات قصيرة، وبعيداً عن فوائدها التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تدعي أنها تسهم في نقل حبوب اللقاح بين الأشجار والنباتات، وتشير الأدبيات المناخية إلى أن احدى أسباب تلك العواصف الترابية هو التصحر الذي يشهده العراق، نظراً  لتحويل الأراضي الزراعية والبساتين إلى بيوت سكنية من هنا يمكن القول عن أي أشجار يتحدثون. 
تعتبر الأحزمة الخضراء والتي تُعرفها الدراسات المختصة في مجال المصطلحات الحضرية بأنّها المناطق الخضراء العامة التي تُوفّر مكاناً للترفيه، مثل الحدائق، والمتنزهات العامة، والبيئات الطبيعية، والغابات، أو المساحات الخضراء القريبة من المدن والتي تُستخدم للاستجمام، من هنا يمكن اعتبارها أحد الحلول الناجحة لهذه المشكلة، التي يجب أن يسن لها قانون واضح وصريح، فهناك دول كبرى لديها قوانين بهذا الشأن، ففي إنجلترا وافق البرلمان على قانون الحزام الأخضر (لندن ومجالس البلديات) سنة 1938م لإنشاء حزام أخضر حول
لندن. 
وفي سنة 1947م وافق على مشروع قانون البلدان والأرياف وقد أتاح هذا القانون للسلطات المحلية أن تنشئ أحزمة خضراء حول المدن الكبيرة، ويضاف إلى أثرها البيئي والمتمثل بصد العواصف الترابية والمساهمة  في تخفيض درجات الحرارة، فهي تكون على شكل متنزهات ومدن العاب توفر مساحات استراحة للأسر في تلك المدن، وبذلك يمكن القول بأنها فرص استثمارية ذات مردودات مالية جيدة، وايضا تشير الدراسات الحديثة الى أن المساحات الخضراء، تسهم في تقليل نسب العنف بين افراد المجتمع، إذا ما عرفنا الزيادة في نسب العنف التي يشهدها العراق، ناهيك عن توفيرها البيئة الصحية للأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية، وهي تقلل من نفقات حل المشكلات الطبيعية والكوارث، كالفيضانات والتلوث البيئي، لذا يجب وضع خطة بصورة عاجلة لدرء الخطر الكبير لهذه التقلبات المناخيَّة.