ترجمة: ثريا جواد

 

توصلت الأبحاث والدراسات الاخيرة إلى أنَّ كبار السن يستخدمون التيك توك وبأعدادٍ متزايدة لتحدي الصور النمطيَّة لكبار السن على أنهم يعانون من رهاب التكنولوجيا والتطور العلمي، وهناك عددٌ متزايدٌ من الحسابات الخاصَّة بالمستخدمين الذين تبلغ أعمارهم من 60 عامًا أو أكبر ولديهم ملايين المتابعين ويستخدم كبار السن القدامى الـ(تيك توك) المنصة عبر الإنترنت لعرض طاقتهم وحيويتهم ويعيدون كتابة التوقعات حول الطريقة التي يجب أنْ يتصرف بها المسنون على وسائل التواصل الاجتماعي وخارجها والتي تُعدُّ هذه المنصات ملعبًا افتراضيًا للمراهقين.

يقول الدكتور روبن نج مؤلف الورقة البحثية وأستاذ مساعد في جامعة ييل: «لقد أصبح كبار السن في الـ (تيك توك) منشئي محتوى ناجحين في ظاهرة قويَّة معاكسة للثقافة حيث يتحدى كبار السن بالفعل الصور النمطية للشيخوخة من خلال احتضان أو حتى الاحتفال بوضعهم في السن»، ومن المثير للاهتمام أنَّ معظم شيوخ (تيك توك) هم من النساء اللواتي يقاومن بشدة الفكرة التقليديَّة الشائعة عن النساء الأكبر سناً على أنهن سلبيات، وذات سلوك معتدل، وضعيفات، وبدلاً من ذلك يخترن تقديم أنفسهن على أنهن شرسات أو حتى كريهات رائحة الفم». وهذا بالتأكيد يعني الوصول الهائل الذي يتمتع به مستخدمو التيك توك الأكبر سنًا في أنَّ لديهم القدرة على تحويل الصور النمطيَّة السلبيَّة للعمر التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويضيف نج: هناك دليلٌ كبيرٌ على أنَّ القوالب النمطيَّة المتعلقة بالشيخوخة تسود بين الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي وصلت هذه التحيزات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال جائحة 

(كوفيد – 19)، وذكر نج أنَّ ورقته البحثيَّة ستنشر في صحيفة Gerontologist أنَّ قوة التحيزات المناهضة للعمر تعني أنَّ مشاركة كبار السن في وسائل التواصل الاجتماعي أمر حيوي لضمان عدم ترك مثل هذه الأفكار المناهضة للشيخوخة دون معارضة”. ونظرت الصحيفة في 1،382 مقطع فيديو نشرها مستخدمو التيك توك الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عامًا أو أكبر ولديهم ما بين 100000 و 5.3 مليون متابع إجمالاً حيث تمت مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بهم والتي تناقش جميعها صراحةً أعمارهم أكثر من 3.5 مليار مرة ووجد نج أن نحو 71 ٪ من مقاطع الفيديو هذه لديها 5.3 مليون متابع و dolly_broadway التي لديها 2.4 مليون متابع تم استخدامها لتحدي الصور النمطية للعمر وكان أحد العناصر المتكررة هو “glamma” اي (بورتمانتو) وهي كلمة ناتجة عن مزج كلمتين أو أكثر تجمع بين “الساحرة” و “الجدة” مصحوبة بمقاطع فيديو لامرأة تبلغ من العمر 70 عامًا تتجول في الشوارع بغطاء علوي يحمل الحجاب الحاجز.

تقول إيما توينينغ مديرة الاتصالات في مركز الشيخوخة بشكل أفضل: “نحتاج إلى رؤية صور أكثر تنوعًا بكثير إذا أردنا تغيير المواقف حقًا والتخلص من المفاهيم السلبية للتقدم في السن وأن وسائل التواصل الاجتماعي هي المنصة المثالية للقيام بذلك واستدعاء التمييز ضد الشيخوخة بشكل 

عام “.

عن الغارديان