أربيل تطرق باب السليمانيَّة

آراء 2022/05/27
...

 د. بشار قدوري 
 
بعد سنة 1991 تم انفصال إقليم كردستان عن العراق ولم يكن حكماً ذاتيا، بل انفصال دولة مؤقت مع عدم الاعتراف دوليا بها كدولة، وكانت حالة انفصال مع عصيان منظم قومي، وكان يعد نظاما سياسيا كورقة ضغط لدول الجوار ونظام بغداد أيضا، ويحسب أن عدم الاعتراف هو خوفا من تركيا وإيران بإعلان دوله كردية في ذلك الوقت.
وكان السيد مسعود سياسي بارعا ولم يقطع خطوط الدبلوماسية مع حكومة بغداد في تلك الحقبة رغم الانفصال، وكان الحزبان أو جماعة السيد جلال طلباني والسيد مسعود برزاني في حالة حرب غير معلنة بينهم، بسبب عدم استقرار نظام تقاسم الحدود والسلطة والزعامة، لذلك كانت هناك حروب ومناوشات حدودية وإدارية، وكانت كفة البرزاني أعلى لقربه من التوجيهات الغربية الحرة وحنكته السياسية بعكس الطلاباني ذي التوجيهات الاشتراكية، وتجلت سياسة السيد مسعود برزاني في التعاون مع النظام المركزي العراقي سنة 1995 في الاستنجاد بالحرس الجمهوري العراقي في ذلك الوقت، لدخول أربيل وتحريرها من قوات جلال طلباني وإعطائها إلى قوات مسعود برزاني خلال ساعات وإرجاع السيطرة لحزب السيد مسعود برزاني في تلك الحقبة، وكان ذلك بفضل دهاء السياسة الكردية في استخدام الخصوم كأداة وكذلك وقوف الشعب الكردي مع السيد مسعود برزاني، لكونه لديه إرث قومي يجمع أغلب الأكراد في المنطقة، وهو الملا مصطفى البرزاني المؤسس الأول، ثم جاءت بعد 7 سنين دخول القوات الأميركية وأسقطت بغداد ونظامها، وكانت فرصة مهمة لترتيب وضع الإقليم بتقاسم السلطة  لتكون رئاسة الجمهورية إلى السليمانية وأحزابها، ورئاسة الإقليم إلى أربيل وحزبها مع تقاسم وزارات ومناصب تنفيذية في بغداد والحكومة المركزية وبقي هذا الحال لمدة 18 سنة. 
 ولم يختلف الأكراد منذ 2003 اختلافا جوهريا مثل اختلافهم هذا، لذا نعد جلوس رمزي الحزبين الحاكمين بمثابة انطلاقة جديدة. 
حيث بعد انفراج بين الحزبين الكرديين ولقاء مسرور البرزاني مع بافال الطلاباني واتفاق على تأسيس قاعدة انطلاق بينهم كخطوة أولى، لبداية التفاهم وانحسار أشكال مرشح
 الرئاسة .
وفي معرض الذكر هناك محوران مهمان الأول عند الأكراد وهو من الذي سيتنازل عن رئاسة الجمهورية، هل ستكون من حصة الاتحاد ام الديمقراطي؟. والمحور الثاني هو الذي يخص بغداد وسياسة المركز بين التحالف الثلاثي  والإطار، فهل نشهد اتفاقا جديدا والخروج بحكومة جديدة ورئيس وزراء متفق علية موازٍ مع اتفاق الأكراد على مرشح رئيس الجمهورية؟
إن الحلحلة مرهونة باتفاق تقاسم السلطة بين الأطراف السياسية، وننتظر ما تؤول إليه الأمور بعد خطوة اتفاق السليمانية... فلننتظر ذلك.