العمل تستعدّ لإطلاق نظام لمراقبة عمالة الأطفال

العراق 2022/06/02
...

 بغداد : بتول الحسني
 
زج الأطفال بأعمال مرهقة وتعريض حياتهم للخطر في أعمال شاقة لا تتناسب مع أعمارهم الصغيرة، كان المشهد الأبرز في الأحياء الصناعية المنتشرة في بغداد والمحافظات.
إذ لا يخلو أي "محل" لتصليح السيارات من تواجدهم مرتدين ملابس رثة تفوح منها رائحة زيوت السيارات التي تغطي حتى ملامح وجوههم الصغيرة التي فقدت بريق الطفولة بوقت مبكر جدا.ً
يقول الطفل حسن وسام البالغ من العمر 12 عاما: إنه يعمل منذ عامين في محل ميكانيكي ويتقاضى يومياً 10 آلاف دينار".
وتابع أنه "اضطر للعمل بعد أنَّ  مرض والده الذي كان يعيلهم، وهذا الأمر دفعه إلى التوجه إلى العمل بهذه المهنة الشاقة، إضافة إلى أنَّ  أسرته لا تملك أي راتب من قبل وزارة العمل"، معرباً عن "أمله بالعودة لمقاعد الدراسة لكن الظروف المعيشية الصعبة لا تساعد على ذلك".  
بدوره، يقول الباحث الاجتماعي حيدر الفرطوسي لـ"الصباح":إنَّ"هذه الظاهرة يجب أن  يكون العمل على انهائها مشتركاً بين وزارة الداخلية وشرطة الأحداث، فضلاً عن بعض الدوائر والجهات ذات العلاقة ووزارتي العمل والشؤون الاجتماعية والتربية، لغرض الحد من عمليات استغلال الطفولة وانتهاكها بشكل صارخ في المجتمع".
وأضاف أنَّ"هذه المسألة تعمل على خلق جيل غير متعلم لم يتلق التربية الصحيحة نتيجة اضطرارهم إلى النزول للشارع وهم في أعمار صغيرة جدا".ً
من جهته، قال مدير دائرة العمل والتدريب في وزارة العمل رائد باهض
لـ "الصباح":إنَّ"الوزارة تعمل بالتعاون مع منظمتي العمل الدولية واليونيسف، وكذلك مع وزارتي التعليم العالي والتربية على استحداث نظام مراقبة لعمالة الأطفال يضمن عدم اتساع هذه الظاهرة، سيتم اعتماده خلال المدة المقبلة"، لافتاً إلى أنَّ  "فرق التفتيش التابعة للوزارة تنفذ زيارات دورية لمواقع العمل بغية رصد حالات عمالة الأطفال والتبليغ عنها وإحالة صاحب العمل إلى القضاء".
 
تحرير: علي موفق