إخلاص

العراق 2022/06/05
...

د. علاء هادي الحطاب
 
يَتساءل كثير منّا حينما يسافرون خارج البلاد، ويشاهدون النظافة والنظام ونفاذ القانون واستقرار الحياة، بغض النظر عن غنى هذه الدولة أو فقرها، فكثير من الدول التي تتوفر فيها أبسط الخدمات العامة وسبل الحياة الكريمة، هي أفقر منّا بكثير، فلماذا لم نستطع أن نصل إلى مستوى حياة كريمة، فضلاً عن أن تكون تلك الحياة مرفّهة كحال دول الخليج، ومتقدمة تكنولوجيا وعمرانياً وثقافياً وحضارياً كدول أوروبا. 
لماذا لا نزال تحت وطأة مشاهد الأزبال في الشوارع وتخسف الطرقات؟، وما زلنا نكتوي بنار انقطاع التيار الكهربائي كل صيف، برغم الأموال الكثيرة التي أُنفقت على هذا الملف، وهكذا كل الملفات المتعلقة بحياتنا لا تزال متراجعة، بل هي في تراجع مستمر.
كل ما تقدم سببه عدم الإخلاص في العمل، وتأدية الأمانة الوظيفية، سواء لموظف كبير أو صغير، حتى الفساد الإداري والمالي الذي كان ولا يزال السبب الرئيس في كل مآسينا أيضا سببه الرئيس هو خيانة الأمانة من القائمين عليها في أي موقع وظيفي كانوا.
إن توفرت الإرادة، توفرت كل مقومات تقديم الخدمة الجيدة للمواطن، سواء كانت تلك الخدمة بلدية، اقتصادية، أمنية، تعليمية، صحية، وكل أنواع الخدمات، إن توفرت الإرادة توفرت معها الخطط والأفكار والأموال والخبرات والدافع، ومن ثم توفرت المشاريع، توفر الإرادة الخطوة الأولى برحلة الألف ميل في تقديم كل ما تقدم ولن تتحقق هذه الإرادة ما لم يتحقق الإخلاص.