بغداد : مهند عبد الوهاب
بينما تتواصل المحاولات من هنا وهناك لفك الانسداد السياسي بين الفرقاء، حمل وفد من النواب المستقلين مبادرتهم التي طرحوها مؤخراً وحطّوا بها في إقليم كردستان حيث التقوا القيادات الكردية السياسية في محاولة لحل الأزمة، في وقت طرح فيه رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، أمس الأحد، مبادرة من 7 نقاط لحلحلة الوضع السياسي.
البداية كانت من العاصمة بغداد، حيث أصدر علاوي بياناً أعقب اجتماع ائتلاف الوطنية طرح فيه مبادرة تبدأ بعقد اجتماع وطني غير مشروط للقيادات السياسية الوطنية، يحدد موعده لاحقاً، تعقبه عدة خطوات ستسهم في إيقاف الخروقات الخاصة بالتوقيتات الدستورية.
ودعت مبادرة زعيم ائتلاف الوطنية إلى "اختيار حكومة مؤقتة تعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، تأخذ على عاتقها إجراء انتخابات نزيهة، واختيار مفوضية جديدة لتنظيم الانتخابات القادمة تحظى بثقة الشعب العراقي وتعمل بشفافية ونزاهة عالية، فضلاً عن إنجاز قانون انتخابي جديد يحقق متطلبات قرارات المحكمة الاتحادية العليا بما يضمن تمثيلاً عادلاً للشعب العراقي".
ونوه، بأن "موقع رئيس مجلس الوزراء هو الصراع الفعلي، وعليه يجب أن يمنح رئيس مجلس الوزراء المكلف في الحكومة المؤقتة حرية اختيار (كابينته) الوزارية على أن يكون معيارها الكفاءة والنزاهة، ويقوم بإدارة شؤون البلاد وتنفيذ برنامج حكومي يعمل على تلبية حاجات الشعب وتوفير ما يحتاجه الوطن"، وتضمنت مبادرة علاوي تفاصيل ونقاطا أخرى بشأن توفير الأمن والخدمات وسيادة سلطة القانون في البلد.
في غضون ذلك، بدأ وفد النواب المستقلين سلسلة جولاته المكوكية على الكتل السياسية لعرض مبادرته لحل الأزمة، وقال النائب عن تحالف "تصميم" علي المشكور في حديث لـ"الصباح": إن "وفد المستقلين المكلف بالتفاوض مع الكتل السياسية ذهب إلى أربيل وقبلها كان قد التقى الإطار التنسيقي، وننتظر موعد لقاء التيار الصدري، ويعمل الوفد على تقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية برغم أن الأمور تذهب إلى الانسداد السياسي وتحتاج إلى بعض التنازلات من الأطراف السياسية". وبين أن "لجنة المستقلين تعمل على جمع مبادرتي الإطار التنسيقي والتيار الصدري في مبادرة واحدة للخروج بتفاهم مشترك لإنهاء مرحلة الانسداد السياسي", وأوضح أن "اللجنة جمعت نقاط الخلاف واستخلصتها من المبادرتين وذهبنا بمبادرتنا لحل هذا التقاطع أو الانسداد السياسي". وأضاف أن "مبادرة المستقلين قبلت من الإطار التنسيقي والقسم الأكبر من الكرد وكذلك السنة، ولكن ما زالت الكتلة الصدرية غير مستعدة للجلوس إلى طاولة الحوار", لافتاً إلى أنه "برغم استمرار الانسداد السياسي وطرح العديد من المقترحات والحلول إلا أن حل البرلمان يبقى حلاً مستبعداً وقد نذهب بالبلد إلى هاوية جديدة". وأكد المشكور أنه "بغير تقديم التنازلات من الأطراف السياسية لن تمر العملية ولن ينتهى الانسداد السياسي، وبنفس الوقت قد تتدخل المرجعية من أجل حلحلة الأمور وتقول كلمتها في آخر المطاف، برغم استبعادي لهذا الأمر لأن المرجعية لا تريد أن تزج نفسها في مناكفات سياسية".
من جانبه، بين المحلل السياسي، محمود الهاشمي في حديث لـ"الصباح"، أن "الانسداد السياسي في العراق يشكل مشكلة كبيرة تترك آثارها في جميع نواحي الحياة وليس في العملية السياسية فقط، لذلك ظهرت العديد من المبادرات لفك الاختناق وواحدة منها مبادرة المستقلين التي حظيت بتقدير الإطار التنسيقي وتم عرضها على ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت ونالت استحسانها، إضافة إلى أن الأخيرة التقت قيادات الإطار التنسيقي". وأضاف، أن "المستقلين حملوا مبادرتهم واتجهوا إلى أربيل والتقوا القيادات الكردية"، وبين أن "هناك مبادرة أخرى أطلقها السيد جعفر الصدر في مقال له بجريدة (الصباح)، وهي رؤية عامة من دون تفاصيل، لذلك لم تناقش بشكل تفصيلي من قبل الكتل السياسية، كما أن هناك مبادرة طرحها الدكتور إياد علاوي وتعتمد على طرح حكومة مؤقتة تدير الدولة لحين إجراء الانتخابات وفيها دعوة إلى تغيير أعضاء المفوضية وتغيير قانون الانتخابات واختيار رئيس الوزراء، وكلها مجرد أوراق مطروحة أمام الكتل السياسية لحل النزاع"، موضحاً أنه "في ما يخص اللقاء في البيت الشيعي ما زال الإطار التنسيقي في جانب والتيار الصدري في جانب آخر". وكان وفد الأعضاء المستقلين في مجلس النواب المعروف بلجنة التفاوض، وصل إلى أربيل صباح أمس الأحد، حيث التقى أولاً زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ثم التقى رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني. وبحسب بيان لرئاسة الإقليم، فإنه تم في اللقاء بحث آخر مستجدات الوضع السياسي في العراق، والتحديات التي تواجهه ومساعي تحقيق التفاهم بين الأطراف السياسية والخروج من الانسداد والركود السياسي.
وشرح الوفد هدفه من زيارة إقليم كردستان، وأنهم يريدون لقاء رئاسة الإقليم والأطراف السياسية والتحاور معهم بهدف التقريب بين الأطراف السياسية والعثور على منفذ للخروج من حالة الانسداد السياسي في العراق.
تحرير: محمد الأنصاري