بغداد: مهند عبد الوهاب
يعتزمُ نواب تقديم أطروحة جديدة تتمثل بجمع جميع المبادرات من أول الأزمة إلى الآن وصهرها في مبادرة وطنية واحدة مرضية لجميع الأطراف. واقترحت النائب عن كتلة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، سوزان منصور، في حديث لـ"الصباح"، أن"تمزج جميع المبادرات ويستخلص منها مبادرة وطنية واحدة، بمعنى أن تؤخذ كل المبادرات بنظر الاعتبار، مبادرة الإطار والتحالف الثلاثي والمستقلين وبالنهاية ستصب في صالح المواطن العراقي".
وأضافت أن"أهداف كل القوى السياسية في الساحة مشتركة مثل محاربة الفساد وتقديم الخدمات للمواطن والاستقرار الاقتصادي والأمني والسياسي، وهذا كله يؤثر في استقرار البلد، وبالتالي فلنعمل على أخذ النقاط المشتركة في المبادرات المطروحة، والنظر بالنقاط المختلف فيها".
وبينت أن"للمستقلين تأثيراً في الساحة السياسية وهم أصحاب تجربة ولهم جماهيرهم ولديهم ثقل في الساحة السياسية", مضيفة أن"الاتحاد الوطني يعمل على جمع شمل كل القوى السياسية وهو على مسافة واحدة منها ومازال محافظاً على هذه المسافات بين الكتل".
وتابعت منصور، أن"الانسداد السياسي لا يكمن في الاتفاق السياسي على منصب رئيس الجمهورية وإنما لو حصل اتفاق على منصب رئيس الوزراء سيمر انتخاب رئيس الجمهورية بشكل سلس، ومازال مرشحنا الوحيد السيد برهم صالح". من جانبه، بين المحلل السياسي، جاسم الموسوي، في حديث لـ"الصباح"، أنه "بعد أن وصلت الأطراف السياسية إلى العجز في تحقيق النصاب في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم الذهاب إلى مرحلة رئيس الوزراء، يبدو أن هناك مبادرة بدأت ترتسم ملامحها في إقليم كردستان يقودها مسعود بارزاني". وأضاف أن"ذهاب وفد لجنة المستقلين إلى الإقليم يعني أن هناك مبادرة جديدة وهذه المبادرة ربما تكون جزءاً من الحل"، وبين أن"حكومة الإنقاذ التي يتوقع الدعوة إلى تشكيلها قد تستمر بالاتفاق السياسي متجاوزين المادة 76 لمدة سنتين لتهيئة الأرضية لإعادة إجراء الانتخابات، ولابد من وجود حل لهذا الانغلاق الذي يبدو أنه أكثر بكثير مما يطلق عليه الانسداد السياسي بسبب أن القوى السياسية معتكفة في أماكنها، ولا تخطو خطوة تجاه الآخر، وبقيت فلسفة كل فريق تراوح مكانها دون تغيير بين أغلبية وتوافقية". وتابع، "قد نذهب إلى خيار حكومة الإنقاذ الوطني وقد نذهب إلى خيار حكومة الأغلبية السياسية الموسعة بإدارة المستقلين كونهم يقفون في منتصف الطريق بين أقصى اليمين وأقصى اليسار".
في غضون ذلك، قال القيادي في تحالف الفتح، عدي الخدران:إن"حراكاً سياسياً متصاعداً تقوده قوى وشخصيات سياسية من أطياف متعددة من السنة والشيعة وحتى الكرد من أجل بلورة مبادرة جديدة بدأت تلوح بالأفق من أجل إيجاد حل للانسداد السياسي في المشهد العراقي والذي يثير القلق لكل الأطراف دون استثناء خاصة وأن البلاد تمر بأزمات متفاقمة". وأضاف، "لن تعلن مضامين المبادرة لحين انضاج بنودها والحصول على ضوء أخضر من كل الأطراف لدعمها للوصول إلى مسودة تسهم في حلحلة الأزمة الراهنة"، لافتاً إلى أن"الجميع يدرك خطورة المرحلة الراهنة وضرورة تشكيل حكومة توافقية تسهم في معالجة أزمات البلاد الخانقة".
في سياق متصل، قال رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم: إن الجميع جرّب إرادة الكسر والاستقواء لكنها لم تسهم بحل الأزمات، داعياً إلى إنهاء الوضع الحالي، في إشارة إلى الانسداد السياسي بعملية تشكيل الحكومة
العراقية.
وجاء ذلك خلال استقباله السفير البريطاني في بغداد مارك برايسون بحسب بيان لمكتبه، وجدد الحكيم الدعوة لـ"الأخذ بالممكن من المبادرات المطروحة لحل الأزمة السياسية الحالية ومنها مبادرته التي أخذت بعين الاعتبار كل التوجهات والرؤى المطروحة من جميع الأطراف". وتابع، "طالبنا الجميع بتحمل مسؤولياتهم لإنهاء الوضع الحالي الذي انعكس سلباً على حياة المواطنين وعطل كثيراً من مصالحهم".
من جانب آخر، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، مهدي عبد الكريم:إن"تأخر مبادرة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني يعود لأسباب عديدة منها عدم وجود أرضية سياسية مناسبة لإطلاق المبادرة وهو ما دفع الحزبين الكرديين لتصفية الحسابات الثنائية وتوحيد الرؤية والكلمة للذهاب إلى بغداد من أجل المساهمة في حلحلة الوضع السياسي بين الكتل الشيعية المتخاصمة"، مشيراً إلى أن"مبادرة النواب المستقلين ستكون بداية لإنهاء الانسداد السياسي الحاصل منذ 8 أشهر تقريباً".
تحرير: محمد الأنصاري