موسكو: وكالات
بدأت المفوضية الأوروبية، أمس الاثنين، مناقشة مسألة منح أوكرانيا وكذلك مولدوفا وجورجيا، وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، فيما أعلنت موسكو عدم معارضتها إجراء مفاوضات مع باريس بشأن القضايا الأمنية.
ومن المقرر أن تخصص المناقشات، للمسائل العامة، وسيتعين على المفوضية الأوروبية يوم الجمعة القادم، اتخاذ قرار بشأن رأيها في مسألة منح وضع مرشح لهذه الدول، وإعداد توصية بهذا الخصوص.
ويُتخذ قرار منح أو رفض وضع المرشح من قبل رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في القمة التي ستعقد في بروكسل يومي 23 و 24 حزيران، مع مراعاة توصيات المفوضية الأوروبية.
ويتعين على الدول الثلاث الحصول على وضع المرشح لبدء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
في غضون ذلك، سلطت وكالة "بلومبيرغ" الضوء على التداعيات والمخاوف التي قد تنشأ جراء منح أوكرانيا العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي وما سيخلقه ذلك من مشكلات للتكتل قد تؤدي إلى القضاء عليه.
وبحسب الوكالة: " فإن منح العضوية الكاملة لأوكرانيا الآن من شأنه أن يخلق العديد من المشكلات الجديدة للاتحاد الأوروبي لدرجة أنه قد يقضي على الكتلة، أو حتى تتفكك. ينطبق نفس التحذير على قبول مولدوفا أو جورجيا، وحتى ألبانيا ومقدونيا الشمالية ودول البلقان الأخرى الموجودة بالفعل في قائمة الانتظار".
وقد يكون تسريع عضويتها فكرة سيئة ليس فقط لأن هذه البلدان، اقتصاداتها وأجهزتها القضائية والمؤسسات الأخرى، ليست جاهزة. كما سيكون ذلك أيضاً متهوراً لأن الاتحاد الأوروبي لم يحل أبداً توتراً جوهرياً بين ما يسميه الأوروقراطيون "التوسيع" و "التعميق"، أي قبول أعضاء جدد مقابل دمج الأعضاء الحاليين.
ويرى خبراء الوكالة أن الانضمام يستغرق سنوات أو عقوداً، يجب خلالها على الدول المتقدمة بطلبات اعتماد جميع قوانين الاتحاد، ولكن بمجرد دخولها، لن تتمكن بروكسل من استبعادها.
ووقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي طلباً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 28 فبراير، وفي مايو تلقت المفوضية الأوروبية استبياناً كاملاً من كييف لبدء المفاوضات.
من جهته، قال اليكسي بارامونوف، مدير قسم أوروبا الأول في وزارة الخارجية الروسية: إن موسكو لا تعارض إجراء محادثات جوهرية مع باريس على مستوى وزراء الخارجية بشأن القضايا الأمنية.
وأضاف بارامونوف، "تدرك باريس بالفعل أن التكيف الحتمي لهيكل الأمن الأوروبي مع الحقائق الجديدة للعصر بدون روسيا أمر مستحيل ولا معنى له. وهذا أيضاً اعترف به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن مؤخراً عن الحاجة إلى الحفاظ على الحوار مع روسيا من أجل إيجاد حل دبلوماسي للصراع وبناء توازن جديد من خلال الجهود المشتركة في مجال الأمن في أوروبا دون الانصياع لإغراءات الذل والانتقام".
وفي وقت سابق، قال ماكرون: إنه لا ينبغي إذلال روسيا، لأنه سيأتي اليوم الذي ستتوقف فيه "الأعمال العدائية (القتالية) وستكون الدول قادرة على إيجاد طريق من خلال الدبلوماسية".