بغداد: نوارة محمد
غادر الفنان طالب مكي هذا العالم، وهو بعيد عن أرضه عن عمر ناهز الـ 86 عاماً، تاركاً خلفه إرثا فنياً كبيراً لن يُنسى، وبحسب نقابة الفنانين التي نعت خبر رحيله “رحل مؤسس مهم في صحافة الأطفال” مُشيرة إلى مسيرته الحافلة بالإنجازات.
وبدوره نعى الفنان فيصل لعيبي “رحل طالب مكي، أحد مجددي النحت العراقي المعاصر، وستخلده الذاكرة، وتتذكره الخطوط والألوان التي لا تشير سوى إلى بلاد مابين النهرين، حيث ينتمي”.
وقال الفنان التشكيلي محمد مسير، إن “طالب مكي لم يكن يوماً فناناً هامشياً، وكان هم العراق يؤرقه منذ أن تبنى قضية الطفولة وخاض تجاربها العديدة والمهمة بهذا الخصوص، لاسيما أنه صنع للطفل العراقي الكثير من العوالم التي أبدع بها.
وأضاف أن “مكي كان فناناً ومعلماً لأجيال كثيرة تبعته لاحقاً، لاسيما أنه أسس مجلات عديدة تخص الأطفال، لعل أبرزها مجلة المزمار، فضلاً عن تجاربه الشخصية التي شكلت إضافة مهمة للتشكيل العراقي، مكي خسارتنا الكبيرة وخسارة الثقافة العراقية”.
ووصف الكاتب جمال العتابي رحيل طالب مكي، قائلاً “كنا نبحث أنا والصديق موفق مكي عن شيء مختزن فينا، وحده القلب هو الذي يرى، قادنا نحو منزل الفنان التشكيلي طالب مكي، هو أشبه بفردوس حين يشاركنا الجلسة الجواهري فيمنحنا قوة إيحاء تنتشر في دواخلنا وتتنفس، في حدود جمالية خالصة الصفاء”.
وتابع “طالب يوقظ فينا مشاعر جديدة، إلى الحد الذي يشعرنا بوجيب قلبه الخافق وهو منغمس في رحلته الفنية، يستنطق الأشياء ويتحدث إليها ويحاورها حواراً خفياً، نلمس فيه الصدق دون خيلاء ولا إدعاء بقدرة هذا الفنان الواهب والموهوب، كان طالب منذ صباه إشارة صارمة معلنة عن موهبة ستأتي، يقيناً إنها بداية الينابيع التي تغرينا في تأمل ما يصطاده طالب من أسرار في أعماله النحتية”.
يذكر أن مكي من مواليد قضاء الشطرة في محافظة الناصرية عام 1936، امتهن الرسم للأطفال في نهاية الستينيات، وهو من رواد المدرسة الواقعية التعبيرية في الرسم، وعمل عام 1966
معلماً للرسم في مدرسة الصم والبكم.
ويعد من مؤسسي صحافة الأطفال في العراق، إذ عمل رئيساً للرسامين في دار ثقافة الأطفال منذ تأسيسها في العام 1969 واسهم بإصدار “مجلتي” و “المزمار”، فضلا عن “سندباد بغداد” كما يعتبر المؤسس الأول لفن الرسوم التوضيحية للأطفال في العراق وأنتج عدداً كبيراً من الأغلفة والسلاسل المصورة وكتب الأطفال والملصقات على مدى أكثر من ثلاثة عقود، فضلا عن الصحف المحلية والمجلات الثقافية كـ”ألف باء” و”أقلام” وغيرها.