الثقافة تحتفي بتخرج طلبة معهد الدراسات الموسيقيَّة

الصفحة الاخيرة 2022/06/15
...

 بغداد: رشا عباس 
 تصوير: نهاد العزاوي 
من أجل ديمومة نهج دائرة الفنون الموسيقية نحو ترسيخ الهوية العراقية الفنية، أقيم في قاعة الرباط، حفل تخرج الدورة السادسة والأربعين من طلبة معهد الدراسات الموسيقية، والتي حملت اسم قيصر الغناء العربي كاظم الساهر، إذ قدمت مختارات من أغاني المحتفى به، فضلا عن معزوفات تراثية وريفية، أبدع فيها الطلبة كمشاريع تخرج.  
 
وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم، أشار إلى أن الحفل عكس روح الإبداع لهؤلاء الشباب الموسيقيين، ومن خلالهم وبجهود الأساتذة، نحاول أن نستعيد ألق الفن التراثي العريق، وعودة هذا المعهد، الذي تخرج فيه كبار الفنانين ليكونوا قدوة لطلاب يسيرون على خطاهم ويرفعون اسم العراق بكل المحافل الفنيَّة.  
أما سفير اليونسكو الموسيقار نصير شمة فقد قال "نحن نؤمن أن الاهتمام بمعهد الدراسات النغمية هو اهتمام حقيقي بقيمة وجود الموسيقى العراقية، التي غابت على المستوى الجماعي لسنوات طويلة، كونها تحتاج إلى بيئة خاصة، أما على المستوى الفردي فهناك جهود كبيرة يبذلها زملاؤنا الفنانون، الذين نجحوا بوضع أسس لبلدنا في كل مكان بالعالم، مخاطباً الطلبة: أشعر أن هناك بوادر لظهور جيل جديد من الموسيقيين مع جميع الظروف، التي نأخذها بعين الاعتبار". 
مواصلاً حديثه "لا يمكن أن نرضى بأنصاف الحلول والمبررات، لأن الظروف الصعبة هي من تخلق الفنان، ونحن عشنا الظروف منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى الآن، اليوم أنتم أمام مسؤولية كبيرة بأن تصنعوا أنفسكم". 
مبيناً "المناهج وحدها والأساتذة لا يمكن أن يخلقوا فنانا جيدا، لا بد من أن الفنان نفسه يعمل ويتمرن ويداوم على معرفة جميع أنواع الثقافة لتنعكس على أدائه وحضوره.  
المعزوفات والأصوات جعلت الحاضرين يبحرون في الجمال، ليجد الطلبة أنفسهم أمام أساتذة كبار، يقيمون أعمالهم، ليخرجوا ما لديهم من طاقات تكون كفيلة بنقلهم إلى مسارح كبيرة، تحتضن مواهبهم وتميز طاقاتهم، بحسب مدرس آلة السنطور هندرين حكمت، الذي قدم ثمانية أصوات، أبدعت في العزف. 
وبيّن حكمت "الإنجاز الحقيقي هو أن تقدم المعزوفات والأغاني بآلات عمرها 3000 عام قبل الميلاد بأيد صغيرة لا تتجاوز أعمارهم خمسة عشر عاماً".  
من جهته، عبر مطرب المقام صباح هاشم عن سعادته، وهو يعزف بين طلبته ويساعدهم في تخطي أول امتحان لهم أمام الجمهور وعلى المسرح، متمنياً أن تكتشف طاقاتهم وأن ينالوا استحقاقاتهم، ليكونوا فنانين عراقيين محبين للموسيقى وسفراء لها.
ويذكر أن معهد الدراسات الموسيقية الذي تأسس بالعام 1970 خرج من بين جدرانه التراثية العديد من الطاقات الموسيقية ونجوم الفن ومنهم الفنان كاظم الساهر والموسيقار سالم عبد الكريم وصلاح عبد الغفور وفريدة محمد علي واحمد نعمة ونصير شمة وآخرون.