جيك لنغمان
ترجمة: بهاء سلمان
خلال مؤتمر شركة أبل للمطوّرين للعام الحالي، كشفت الشركة عن نظام تشغيل جديد لهاتف الآيفون، ووسائل جديدة لإقامة مؤتمر عبر الفيديو، فضلاً عن الجيل المقبل من تطبيق كاربلي (CarPlay) الخاص باستخدام الهاتف النقال أثناء قيادة السيارات. المهمَّة سهلة، إذ ستعمل النسخة الأحدث من كاربلي على دمج جميع شاشات لوحة القيادة لسيارتك بشكلٍ كاملٍ إلى نظام بيئي واحدٍ خاصٍ بشركة أبل.
حالياً، يعكس تطبيق كاربلي الوظائف الموجودة على هاتف آيفون، بنمطٍ بسيطٍ للسواق لأجل استخدامه ضمن شاشة المعلومات والترفيه أثناء سير السيارة. وتقول الشركة إنَّ كاربلي سيعمل قريباً على جعل المستخدمين يتحكمون بالمذياع، وتغيير المناخ من دون الخروج من النظام، والتي هي أحياناً تعدُّ عمليَّة معقّدة. كما ستعمل أيضاً على السماح للتطبيق بالدخول إلى بيانات السيارة لأغراض السرعة ومستوى الوقود، علاوة على نظام مقاييس أخرى كانت سابقاً موجودة على مقاييس تناظريَّة.
برامج واعدة
يقول "إيد كيم"، رئيس وكبير محللي مركز اوتوباسيفيك لأبحاث السيارات: "التوسع الحقيقي لشركة أبل في القدرات الخاصَّة بتطبيق كاربلي عبر كامل بيئة القيادة يعدُّ على الأرجح بمثابة نظرة خاطفة لتجربة أبل الغامرة بشكلٍ كاملٍ بعالم السيارات التي يسير فيها عملاق التقنية قدماً. لقد قيل الكثير حول برنامج (أبل كار)، لكنْ بدلاً من أنْ تصير الشركة مصنعاً كامل الأهليَّة للسيارات، تبدو المعلومات المتاحة هناك تشير إلى أنَّ الشركة تعمل على تطوير تجربة مدمجة بالكامل، من التي تشمل كل شيء، من القيادة الآليَّة للسيارة باستخدام تطبيق Siri كأداة إدخال، وقدرات كاملة لنظام البيع والشراء الخاص بشركة أبل أثناء قيادة السيارة، واتفاقيات التشارك بالواردات بين أبل وشركائها المساهمين بهذه الأعمال".
وأضاف كيم مشيراً إلى احتمال تصنيع سيارة متقدمة من ناحية التقنيَّة والشكل، بيد أنَّ أبل ترغب في أنْ تكون موجودة في أكثر من نموذج. ومن الممكن أنْ يتم اختيار سيارة جيب كراند واغونير (Grand Wagoneer)، مع شاشات للركاب الجالسين في الأمام والخلف.
"من المنطقي تماماً أنَّ أبل تتوجه بهذا العمل لواجهة عرض السيارة لتصير أكثر تنوّعاً. توفر شركة جيب للسيارات لغاية سبع شاشات، مع عرض أفقي وعمودي أكبر. وبدأت شركة لنكولن للسيارات بوضع شاشات عرض كاملة في سيارتها "زايفر" الجديدة في الصين، وتتوجه للشيء ذاته في سياراتها الجديدة من نوع EV لسنة 2024،" كما يقول "سام ابولسامد"، المحلل الأول لدى مركز غايدهاوس انسايتس.
ومع إمكانيَّة أنْ يعملَ النظام الجديد أيضاً على تعديل "لوحة مجمع المقاييس الرقميَّة"، يمكن للنظام إضافة التطبيقات والطقس والتوقيت والتقويم وفق ما يراه السائقون مناسباً. ويعرض التوضيح شاشة رقميَّة واسعة تبدأ من مجمع المقاييس الرقميَّة إلى جانب الراكب، علاوة على شاشة عرض لمسيَّة أكثر تقليديَّة أسفل منها.
تحضيرات للمستقبل
يقول كيم: "تستعرض النسخة الأحدث من كاربلي نظرة مبكرة لما يحتمل أنْ يكون عليه شكل تجارب (أبل كار)، حتى لو لم تندمج مع نظام Siri للقيادة الآليَّة المفعل ومميزات نظام البيع والشراء. ستجعل هذه النسخة الزبون معتاداً على فكرة أنَّ واجهة الاستخدام لأبل في السيارة سيتجاوز بشكلٍ كبيرٍ شاشة المعلومات والترفيه المركزيَّة. في النهاية، سيساعد على تحضير المستهلكين لتجربة أبل النهائيَّة المتداخلة في السيارة، والمتوقع تنفيذها بوقتٍ لاحقٍ من هذا العقد".
ويتوفر تطبيق كاربلي حالياً من قبل كل المصنعين تقريباً داخل الولايات المتحدة، غير أنَّ منافسها الرئيس في عالم تكامل الهواتف الذكيَّة ما زال يلاحقه. وبتغطية كامل المصنعين، نرى أنَّ "اندرويد اوتو" لا تزال تفتقد إلى بعض السيارات البارزة.
مع ذلك، لا نرى أنَّ اندرويد مندمجة فقط مع سيارات فولفو وبولستار وغيرها، بل وتمثل العمود الفقري للنظام؛ وهذا يمثل جزءاً من لغز لم تحظ أبل لغاية الآن بحله. يقول كيم: "تعدُّ منصَّة المعلومات والترفيه لاندرويد اوتوماتف التابعة لغوغل، وهي تختلفُ عن اندرويد اوتو، كمأخذٍ مختلف لفكرة مشابهة، إذ تستخدم منصة معلومات وترفيه كاملة من دون تجزئة لتوفير تجربة غوغل لعالم السيارات، والتي هي مغايرة للجيل المقبل من كاربلي المستمر بالاعتماد على هاتف آيفون المحمول للسائق".
مجلة نيوزويك الأميركية