اتصالات ومناورات سياسيَّة تسبق الاستحقاق اللبناني المعقد

قضايا عربية ودولية 2022/06/18
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
تصاعدت وتيرة الاتصالات السياسيَّة بين الفرقاء اللبنانيين على نحوٍ مكثفٍ بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس ميشيل عون للاستشارات النيابيَّة الملزمة يوم الخميس المقبل 23 حزيران الجاري في قصر بعبدا لتسمية الشخصية التي ستكلف بتشكيل الحكومة المقبلة، لا توافق مسبقاً حتى الآن على شخصية بعينها وإن كانت أسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هي الأوضح بينما يتم التداول بأسماء السفير نواف سلام والوزيرة السابقة ريا الحسن والنائب فؤاد المخزومي، وتؤكد مصادر سياسية أنَّ حظوظ سلام والحسن ضعيفة جداً بينما يطرح جبران باسيل اسم المخزومي من قبيل المناورة السياسية.
وبالرغم من ضبابية المشهد حيال اسم الرئيس المكلف فإنَّ الرئيس ميقاتي كما يبدو هو الأقرب للوصول إلى خط النهاية في السباق الحكومي المنتظر فهو خارجياً يحظى بدعم واشنطن وباريس والاتحاد الأوروبي بينما يبدو موقف الرياض من تسميته حتى الآن غير متحمس لذلك فالسعودية تحبذ تسمية السفير نواف سلام غير أنَّ تمريره في بازار الاستشارات لن يكون سهلاً وهو سبق أن تم طرحه قبل سنتين وجوبه برفض من قبل الثنائي الشيعي، أما داخلياً فيحظى ميقاتي بدعم الثنائي (أمل) و(حزب الله)، وثمة مؤشرات على أنَّ (اللقاء الديمقراطي) الذي يتزعمه وليد جنبلاط قد يسير بمسألة تسمية ميقاتي برغم عدم اتخاذه قراراً بهذا الشأن حتى الآن، وهو يقوم بتوسيع باكورة اتصالاته ويكثف لقاءاته وهناك لقاء مهم له مع حزب القوات اللبنانية يوم الاثنين القادم، في حين يبرز موقف التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل الرافض لإعادة تسمية ميقاتي، وثمة من يشير إلى ما يوصف بالشروط الصعبة التي طرحها باسيل للموافقة على إعادة تكليف ميقاتي على تشكيل الحكومة والمشاركة فيها وإنَّ تلك الشروط هي على ثلاث حقائب وزارية رئيسة للتيار العوني، هي الخارجية والطاقة والبيئة. وأنَّ الرئيس ميقاتي رفض ذلك، ومن المعلومات المتداولة هي سعي جبران باسيل للعودة إلى وزارة الخارجية ليتم (التجاوز العملي) للعقوبات الأميركية المفروضة عليه، ويرفض الطرف المسيحي الآخر أي حزب القوات اللبنانية تسمية ميقاتي وهذا يعني افتقاد ميقاتي للدعم المسيحي الأبرز في لبنان وهو ما قد يثير إشكالية (الميثاقية) وبذا فإنَّ يوم الخميس القادم لن تكون فيه الاستشارات سهلة ما لم تسبقها صفقات وتفاهمات يمكن أن ترفع الألغام السياسية في طريق الرئيس المكلف الذي لن تكون مهمته يسيرة في إدارة دفة الحكومة اللبنانية في ظل هذا الوضع الملتبس والغارق في الأزمات فهو مطالب مثلاً في تطبيق الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي وإقرار مشاريع القوانين الإصلاحية واتخاذ ما يلزم إزاء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وغيرها من الملفات، في الأثناء ذكرت مصادر سياسية أمس الجمعة أنَّ "رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يحاول الضغط على حليفه الرئيس حزب الله بطرح اسم النائب فؤاد مخزومي كرئيس للحكومة، والهدف من ذلك سعيه للحصول على دعم الحزب بالوقوف إلى جانبه في مسألة حصوله على وزارتي الطاقة والخارجية، ومعروف أنَّ مخزومي يشن حملة إعلامية لاذعة ضد حزب الله. على الضفة الأخرى يبدو موقف ما يسمى بنواب التغيير متشرذماً ولم يتبلور عنهم حتى الساعة موقف منسق بينما تشير المعلومات إلى أنَّ هناك مشاورات مستمرة لإنضاج تفاهم بينهم وبين النواب السنة القريبين من تيار المستقبل للخروج برؤية حيال تسمية رئيس الحكومة المقبل وقد كشف النائب وليد البعريني في حديث إذاعي أمس الجمعة عن "اتصالات تجرى للخروج بكتلة موسعة من المستقلين سيتم الاتفاق على الرئيس المكلف بناء على مشاورات ذات صلة بتمثيل الكتلة في الحكومة العتيدة. أما في حال عدم الوصول إلى هذه الكتلة فقال: أنا شخصياً ضمن كتلة نواب عكار وعلى تواصل مع الجميع واسم الرئيس المرشح لم يحسم بعد بما في ذلك باتجاه الرئيس ميقاتي أو غيره". مضيفاً أنَّ "الكتلة ستكون ضمن احتمالات ثلاثة: الأول هو كتلة نواب عكار الأربعة، أو كتلة تجمع نواب عكار وسائر نواب الشمال، أما الاحتمال الثالث فهو يضم مستقلين على مستوى لبنان"، معلناً عن "اجتماع الاثنين المقبل لاتخاذ القرار"، أما رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل فشدد أمس الجمعة على أنه "‏لا يجوز الاستسلام للأمر الواقع وعدم التسمية أو الذهاب بأسماء متعددة إلى الاستشارات. على كل الكتل التي تريد نهجاً جديداً أن تتوافق على اسم يتمتع بالمواصفات المطلوبة لإنقاذ البلد. ندعو الجميع للتعاطي بإيجابية لنتمكن من إعادة الأمل للبنانيين. اتصالاتنا جارية بهذا الاتجاه".