إعداد: أحمد الموسوي
أعلنت المفوضيَّة الأوروبيَّة منحها وضع المرشح للاتحاد الأوروبي لكل من أوكرانيا ومولودوفا، فيما نفت كييف وجود ضغوطات أوروبية تدفعها للتفاوض مع روسيا.
وذكرت أورسولا فون دير لاين، رئيس المفوضية الأوروبية على حسابها الرسمي في موقع تويتر، أمس الجمعة، أنَّ المفوضية توصي "بمنح أوكرانيا وضع المرشح، على أساس أنَّ البلد سيجري عدداً من الإصلاحات المهمة"، مضيفة "حيث أظهرت أوكرانيا بوضوح التزامها والوفاء بالقيم والمعايير الأوروبية، كما أنها شرعت قبل الحرب في المضي بطريقها نحو الاتحاد الأوروبي".
وأوضحت لاين أنَّ "أوكرانيا نفذت بالفعل ما يقرب من 70 بالمئة من القواعد والأعراف والمعايير، ومع ذلك، لا يزال هناك عمل مهم يتعين القيام به بشأن سيادة القانون، وحكم الأقليات، إضافة إلى مكافحة الفساد والحقوق الأساسية، عملية الانضمام تجري على أساس الجدارة، لذا فإنَّ التقدم يعتمد كلياً على أوكرانيا".
وأشارت رئيس المفوضية الأوروبية إلى أنَّ المفوضية "توصي أيضاً بمنح مولودوفا وضع المرشح، على أساس أنَّ البلد سيجري إصلاحات، ويسير على مسار أوروبي حقيقي مؤيد للإصلاح ومكافحة الفساد، مع ذلك لا يزال أمامها طريق طويل لنقطعه. لكننا نعتقد أنَّ لديها القدرة على الارتقاء إلى المستوى المطلوب".
وبخصوص طلب جورجيا المماثل ذكرت "يجب على جورجيا الآن أن تحدد مساراً سياسياً واقتصادياً واضحاً نحو الإصلاح الهيكلي بغية الانضمام للاتحاد الأوروبي، لذا نوصي بإجراء بعض التعديلات، والعودة لتقييم مدى استيفائها لعدد من الشروط قبل منحها وضع المرشح".
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية سيرهي نيكيفوروف، أمس الجمعة، في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه: إنَّ "قادة فرنسا وإيطاليا وألمانيا ورومانيا وخلال اجتماعهم مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي الخميس الماضي أكدوا أنَّ أوكرانيا وحدها هي التي يمكنها تحديد وقت وشروط المفاوضات مع الاتحاد الروسي بشكل مستقل"، مضيفاً أنَّ "الشركاء الأجانب مهتمون بالموقف التفاوضي الأكثر فائدة
لأوكرانيا".
وعلق السكرتير الصحفي على المعلومات التي تم تداولها في وسائل الإعلام حول الجهود المزعومة لقادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا لإقناع زيلينسكي باستئناف المفاوضات مع روسيا قائلا: "على العكس من ذلك، قيل يوم أمس في الاجتماع إنَّ أوكرانيا وحدها هي التي يمكنها أن تحدد بشكل مستقل متى وتحت أي ظروف يمكنها الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا. بالإضافة إلى ذلك، أعرب شركاؤنا عن اهتمامهم بأن تكون أوكرانيا في موقع تفاوضي أكثر فائدة".
من جهته، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو: إنه سيتعين على بلاده إبداء رد فعل على رغبة بولندا في الحصول على أوكرانيا الغربية.
وأشار الرئيس لوكاشينكو، في لقاء مع العاملين في شركة "بيلشينا" في بوبرويسك، إلى أنَّ بولندا تحلم بالفعل بالاستيلاء على غرب أوكرانيا.
وأضاف، "هنا سيتوجب علينا الرد. لأننا لا نستطيع أن نسمح للبولنديين بأن يحاصرونا على الإطلاق. هذا خيار خطير. وقلت ذات مرة: سيطلب الأوكرانيون ذات مرة منا مع الروس حتى نساعدهم في الحفاظ على سلامة أراضيهم، وحتى لا يتم اقتطاعها".
ووفقا للرئيس البيلاروسي، تظهر مثل هذه الرغبات لدى بولندا لأنَّ الأميركيين يقفون وراء ظهرها ويمولونها ويزودونها بالسلاح وينشرون قواتهم المسلحة فيها.
وقال: "نحن نرى هذا. لذلك، يجب أن نبقي القوات المسلحة في حالة تأهب في كل من الغرب والجنوب. قمنا بنشر عشر وحدات على طول الحدود خلف حرس الحدود حتى لا يتم التسلل إلى بيلاروس".
وفي سياق متصل، أعلن عضو البرلمان الأوكراني عن حزب "خادم الشعب" الحاكم، فيودور فينيسلافسكي، أنَّ كييف غير راضية عن حجم الأسلحة التي توافق دول "الناتو" على تزويد الجيش الأوكراني بها.
وكانت قمة الحلف قد عقدت في قاعدة "رامشتاين" الجوية بألمانيا، 15حزيران/ يونيو الجاري، وصرح بعدها وزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، بأنَّ دول "الناتو" وشركاءها على استعداد لزيادة إمدادات الأسلحة إلى كييف.
إلا أنَّ فينيافسكي قال على الهواء لبرنامج "أوكرانيا 24" تعليقا على نتائج اللقاء: "لدينا تأكيدات من دول (الناتو) أنَّ أوكرانيا ستحصل على مزيد من المساعدات، لكن عدد الأسلحة التي يعدونا بها في نهاية المطاف لا تسمح لنا بالقول إننا راضون تماماً عن هذه النتائج".
ووفقاً له، فبالإضافة إلى توريد الذخيرة، و18 مدفع هاوتزر، وأنظمة صواريخ ساحلية، والتي وعدت كييف بها بعد الاجتماع في ألمانيا، لن تتلقى أوكرانيا أسلحة أخرى هي في أمس الحاجة إليها، ولا سيما أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، والمركبات المدرعة، على المدى القصير، ما يجعل الأسلحة المتاحة لكييف، حتى بعد تلقي الأسلحة التي وعد بها الغرب، لن تكون كافية لشن هجوم مضاد.