«مهرجان الشجن العراقي».. تواصل ذوقي بين الأجيال

الصفحة الاخيرة 2022/06/22
...

 بغداد: وائل الملوك 
 تصوير: رغيب اموري
حضر رواد الأغنية العراقية بأصوات شبابية، من خلال مهرجان "الشجن العراقي"، الذي أقامته اللجنة الثقافية بنادي العلوية في قاعتها الكبرى، وسط حضور عدد كبير من الفنانين والمثقفين والإعلاميين ومحبي التراث.
من مقولة الفيلسوف اليوناني أفلاطون"من أراد أن يدرس تاريخ أمة فعليه بموسيقاها"، يبدو أن اللجنة الثقافية وبإشراف مجموعة من الأساتذة المختصين بالشأن الغنائي والموسيقي وفي مقدمتهم الملحن محسن فرحان، تسعى دائماً من خلال إقامة محافل غنائية وندوات استذكارية وأمسيات موسيقية بشكل مستمر، للحفاظ على تراث العراق الغنائي والموسيقي، باعتباره يمتلك إرثاً من المدارس الموسيقية المتنوعة والأصوات الطربية.
هذا ما أكده لنا الملحن محسن فرحان، خلال حديثه لـ" الصباح"، قائلا: "لن أتخلى عن المساهمة في تطوير الموسيقى وتقديم الألحان العراقية والمحافظة على التراث الأصيل، مؤكداً أن الهدف من إقامة الجلسات الموسيقية والطربية هو الحفاظ على ما قدم من إبداع يعشقه الشارع العراقي، وأيضاً لخلق تواصل فكري فني بين الأجيال التي رحلت وشباب اليوم، فالتراث العراقي مكتبة غنية بأعمال المبدعين الذين خلقوا بصمة مؤثرة ليومنا هذا.
بينما أشاد الباحث الموسيقي الدكتور هيثم شعوبي، بالمهرجان المقام وبالأصوات الغنائية المشاركة واللجنة الثقافية ومشرفيها لمسعاهم في الحفاظ على الفولكلور والتراث الغنائي الأصيل، مبيناً أنه "في الآونة الأخيرة كثرت الأعمال الفنية العراقية التراثية التي تعاد من قبل المطربين الشباب وخصوصا الموسيقية في الدول العربية والعالمية، وأصبحت تدرس في الجامعات الفنية وتغنى من قبل كبار الفرق السيمفونية، وقد شاهدنا هذا حتى عبر صفحات التواصل الاجتماعي، كما علينا ألا ننسى بأننا أصحاب أضخم مكتبة غنائية وموسيقية تعود جذورها لحضارة وادي الرافدين، لذلك يجب أن نفتخر بما نملكه من ثروة غنائية 
تراثية. 
أما الدكتور كريم الرسام، رئيس جمعية الموسيقيين العراقيين، فقال: "فكرة المهرجان جميلة جدا، تذكرنا بالغناء العراقي الأصيل المعروف بالشجن والاحساس والعذوبة"، ورغم أن الأصوات المشاركة متفاوتة بالمستويات لكنها بشكل عام أسهمت بنجاح المهرجان وخصوصا المشاركات من النساء، لافتا إلى أن بلدنا  مر بظروف صعبة أثرت في الوضع الفني بشكل عام، فلابد أن تستمر المهرجانات والمحافل الغنائية المتنوعة وإقامتها بشكل مستمر لإعادة الثقافة الفنية لذائقة المجتمع.  من جانبه، عبر الناقد الموسيقي محمد عطا ومدير فرقة الفنون الشعبية فؤاد ذنون، عن سعادتهما بما يقدمه المهرجان من أصوات شبابية غنائية تعيد لذاكرتنا أجمل الأغاني لفترة الستينيات والسبعينيات وحتى بعض ما قدم في الثمانينيات من طرب أصيل، وكلاهما اتفقا على أن الجمالية كانت مكتملة بسبب حضور الأسر البغدادية بكثرة إلى جانب شباب محبين للفن والتراث.
أبرز المشاركين في المهرجان: المطرب نزار كاظم، وحسين جبار، ونهلة عبد الوهاب، وسيف سعد، ومشتاق الصائغ، وبسمة البغدادي، وعلي الساهر ومالك العراقي، الذين استذكروا بأصواتهم مجموعة من أغاني الزمن الجميل لرواد الطرب العراقي، كأغنية " جيت يهل الهوى، ومشكورة، وعليمن ياقلب، وحركة الروح، والأغنية أنا وخلي، وحاسبينك، عيني عيني، ومجرد كلام". وضيف شرف المهرجان كان الفنان وحيد علي الذي اختتم المهرجان بموال وأغنية "ردتك بس تجي".