في اليوم العالمي للأرامل.. محنة متعددة الأبعاد

اسرة ومجتمع 2022/06/24
...

  سها الشيخلي 
الثالث والعشرون من حزيران هو اليوم العالمي للأرامل، إذ تحتفل الأمم المتحدة به في كل عام، لإيصال صوتهن وتجاربهن إلى أنحاء العالم، وتوفير احتياجاتهن من خلال الدعم المقدم من القائمين على المؤسسات التي تحفظ حقوقهن وحاجاتهن الأساسية و كرامتهن، لذا ومن منطلق الإنسانية اختير هذا اليوم ليكون حافزاً لتقديم العون والمساعدة لهن.     
 
فقد أفرزت الحروب والأزمات التي مرت على البلد عدداً كبيراً من الأرامل، أغلبهن يعشن ظروفا صعبة خاصة اللواتي لديهن يتامى، ففي هذه الحالة تكون الأرملة هي راعي الأسرة، ومع أن المجتمع والتقاليد لا تنصفها ولا تقف معها ولا تمد لها يد المساعدة خاصة إذا كانت فقيرة الحال، وكان على منظمات المجتمع المدني أن تقف معهن لانتشالهن من واقعهن المؤلم، أما مساعدة الدولة وأخص بالذكر وزارة العمل فهي قليلة في ظل ارتفاع الأسعار.
 
رعاية المرأة
 وكانت لنا جولة مع دائرة الحماية الاجتماعية الخاصة بالمرأة، إذ تحدثت المدير العام لدائرة المرأة عن التخصيصات للأرملة المعيلة لأسرتها قائلة: تشمل المعيلة الأرملة إلى جانب نساء أخريات ويبلغ عددهن في قاعدة بياناتنا (429) ألف ربة أسرة تقريبا أي نصف مليون في العراق، أما المنح فتبلغ إذا كانت امرأة بمفردها سواء كانت مطلقة أو أرملة (125) ألف دينار شهريا وإذا كان لديها أولاد فقد حدد القانون المشمولين منهم فقط ثلاثة أبناء فيكون المجموع (325) ألف دينار للأسرة شهرياً، وأكدت أن هذا المبلغ غير كاف، مشيرة إلى أن القانون حدد لكل فرد (125) ألف دينار شهريا، وبما أن القانون قد حدد لكل فرد (125) ألف دينار شهريا على اعتبار أن معيار الفقر في العراق عندما شرع  القانون كان (125) ألف دينار شهريا فنطالب أن يتفعل هذا القانون وبهذا المبلغ المحدد وتتحول الإعانة من (325) ألف دينار إلى (420) ألفاً للمرأة صاحبة الثلاثة أطفال ومع ذلك نرى أنه حتى هذا المبلغ الأخير غير كاف ومثل هذه المرأة لا تستطيع العمل في القطاع الخاص ولا أن تدخل الدورات التدريبية التي نقيمها، وأبعاد معاناة الأرملة أمنية واجتماعية واقتصادية فمن الناحية الأمنية لا تستطيع البقاء في البيت لوحدها مع أولادها الصغار في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة.
 
حلقة مفرغة
 الباحثة الاجتماعية رقية مجيد من إحدى المحاكم الشرعية تشير إلى أن أغلب معاناة الأرملة تتركز في كيفية توفير حياة جيدة لأسرتها، لا سيما أن أغلبهن لا يمتلكن وظائف او مهناً تمكنهن من العيش بهدوء واكتفاء، وكذلك تكون معاناة الأرملة أيضا مع أهل زوجها الذين لا يمنحونها حريتها في العمل او الخروج او حتى متابعة شؤونها، خاصة اذا كان لديها أطفال صغار وتدور المشكلات في حلقة مفرغة، ويرى أهل الزوج أن الحل هو أن تتزوج شقيق زوجها ليكون الأب الحنون للأبناء، هذا من جانب ومن الجانب الآخر تطالب الأرملة في هذه الصفقة بأن تتنازل عن ميراث زوجها وتسلم مقاليد حياتها بيد الزوج الجديد. 
وتشير الباحثة رقية إلى أنها قابلت مثل هذه الأرملة (ام احمد) التي تم الضغط عليها للزواج من شقيق زوجها ووافقت من أجل أطفالها وبعد الزواج بيومين طلب الزوج من ابن أخيه أحمد أن يترك الدراسة ويعمل معه في متجره، معللا أن الشهادة أصبحت في هذه الأيام لا توفر لقمة العيش بدليل أن أكثر الخريجين ما زالوا يبحثون عن العمل، وكانت هذه إحدى قصص معاناة الأرملة مع الحياة وصعوباتها، وضرورة أن تتمتع الأرامل بالحماية من خلال تفعيل الحقوق المنصوص عليها في اتفاقية إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة وغيرها من اتفاقيات حقوق الإنسان.
 
تقدير واحترام
تحية مليئة بالاحترام والتقدير إلى الأرامل على ما يبذلنه من مجهود وما يقدمنه من عطاء لأطفالهن ومنازلهن وأعمالهن، وندعو كل المدافعين عن المساواة إلى المساهمة في دعم الأرامل وإيصال الفكرة على أبعد مدى حتى يتم تمكينهن كجزء من تمكين النساء وتحقيق المساواة للجميع، وأهاب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2010 الدول الأعضاء بضرورة ايلاء اهتمام خاص بالأرامل وأطفالهن، والتوعية بحالة الأرامل وأطفالهن في أرجاء العالم.
فهناك الملايين من الأرامل يعانين الفقر والعنف بحكم الأعراف الاجتماعية. 
وبهذه المناسبة نقدم تحية اعتزاز واحترام لجميع الأرامل في العراق لصبرهن ومواصلتهن إدارة أسرهن في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.