بغداد: منى محسن
أواخر الأشياء لا تعني نهايات مشوارهم بل هي محاولة منا لنتابع خطواتهم ونسبر أغوارهم لمعرفة آخر أخبارهم وهم يواصلون تألقهم في رسم معالم لوحاتهم الإبداعية في مختلف تخصصاتهم ليصنعوا لنا ولجمهورهم ومحبيهم نقطة ضوء يشار لها بالبنان، ليُسهموا معاً في صناعة الجمال الذي نبحث عنه جميعاً عبر مجموعة من الأسئلة التي تمنح للصورة معنى، وضيفنا اليوم فارس المسرح العربي الفنان القدير أحمد ماهر.
* آخر دور تاريخي قدّمته، بما أنك قدّمت العديد من الأدوار التاريخية؟
- شخصية "موسى بن نصير" الذي فتح الأندلس، وكان ذراعه الأيمن في هذه الفتوحات الفارس العربي الذي هو من شمال افريقيا "طارق بن زياد".
* آخر مرة زُرتَ العراق؟
-آخر مرة زرتُ فيها العراق كانت في عام 2015.
* آخر ما بقيّ عالقاً بذاكرتك عن أول عمل فني قدّمته مع الفنان الراحل نور الدمرداش؟
- كان مع ملك الفيديو المخرج نور الدمرداش هو عندما دخلتُ استوديو عشرة لأزور أصدقائي بعد أن أتممت واديت الخدمة العسكرية في القوات المسلحة، وكانوا يتهيؤون لتنفيذ مسلسل بعنوان "على باب زويلة" من إخراج الدمرداش، ولحظة وقوفي مع زملائي وأنا أستعيد ذكرياتي معهم وفرحتي بعودتي للحياة المدنية والفنية بعد انتهاء خدمتي في القوات المسلحة، وإذا بالدمرداش ينادي "إزيك يا أحمد؟"، نظرتُ يميناً وشمالاً، فقال لي: "انت، أليس اسمك أحمد؟"، فقلتُ له: "نعم أنا أحمد ماهر"، قال: "لماذا لا تشتغل معي"، قلتُ: "لا أعرف، هل مطلوب مني عمل محدد؟"، قال: "نعم ، أريدك أن تقول، 'أنا أريد أن اشتغل معك'"، قلت: "حاضر"، قال: "لو أنت ممثل جيد ستكون معي في كل أعمالي، أما لو كان العكس فاستحالة أن أكرر العمل معك ثانية"، ونادى على مساعده ليعطيني نص مسلسل، وأسند لي إحدى الشخصيات البارزة وهي الأمير شمس الدين.
* آخر الشروط التي تضعها للمشاركة في أي عمل فني؟
- أن أجد داخل العمل واكتشف مساحة جديدة أستطيع من خلالها كفنان أن أقدّم لنفسي أولاً ولجمهوري مساحة فنية جديدة، فناً وشخصية ولحظة تبعث على الدهشة وتثير حولها حلقة من النقاش!
* آخر الشخصيات التي كان لها الأثر الكبير في صقل موهبتك الفنية؟
- شخصية الفنان النجم رشوان توفيق، الذي أخرج مسلسل "إن الدين عند الله الإسلام" فكل حلقة تُقدِّم شخصية تختلف عن الأخرى، وجعلني أقوم بدور البطولة بكل الحلقات، وكانت عملية البحث والاستقصاء والدراسة للوصول إلى نتائج كي اقدم هذه الشخصيات مضنية لأبعد الحدود، ولكن كل هذا الشقاء تلاشى بعد نجاح العمل.
* آخر مهرجان شاركتَ به؟
- كان في كربلاء، حيث كان المهرجان عن الزوار الذين يحجون إلى المراقد المقدسة الطاهرة لسيدنا الحسين وسيدنا العباس "عليهما السلام".
* آخر نصيحة تقدِّمها للفنانين الشباب؟
- مثلما تعلّمتُ من الرواد الذين سبقوني، احترام المهنة والغيرة عليها لأنها أمانة يجب أن نوفيها، ولنتوخى الدقة والبحث والاستقصاء بما نقدّم، خاصة إذا كان ما نقدمه هو التاريخ.
*آخر عمل مسرحي قدّمته، وما تحمله من ذكريات عن مسرح الطليعة؟
- الاستعراض الغنائي الديني الوطني "عاشق ومداح"، من إنتاج وزارة الثقافة، أما ذكرياتي عن مسرح الطليعة فهي كثيرة، وأجملها أن بداية احترافي كانت عليه، ومنها كانت مونودراما "التربيع والتدوير" للمؤلف التونسي عز الدين المدني ومن إخراج سمير العصفوري.
* آخر مشاريعك الفنية؟
- مسلسل "منعطف خطر" مع باسم سمرة وباسل خياط ومجموعة من الفنانين، وشخصيتي في المسلسل مختلفة لم أقدّمها من قبل.
* آخر ما تودُّ قوله لجمهورك العراقي؟
- أجمل الأماني وأرق المشاعر للجمهور العراقي الذي استقبلني كما الموج الهادر عندما قدّمتُ عرضي المسرحي في مهرجان بغداد المسرحي، وهتف باسمي، وركعت كي اقبّل بغداد في خشبة المسرح، ولي ذكريات كثيرة في شوارع وشواطئ ومحافظات العراق.