حوار: سينما
اثنا عشر فيلماً سينمائياً قصيراً، هي حصيلة ما كتبه السيناريست الشاب مصطفى حسن، أبرزها: "أقفاص"، و "كلاب المدينة "، وآخرها فيلم الانيميشن "الغرق أفضل" في طور المعالجة، حسن المولود في بغداد العام1988، تخرج في كلية الفنون وتخصص في تدريس الفن، التقته سينما الـ "الصباح " وسألناه متى مستك شعلة الكتابة للسينما؟ فأجاب: "لا أريد أن تُصنف إجابتي على هذا السؤال، كإجابة درامية، لأنها واقعية وحقيقية، يمكن ايجازها بعبارة "حب السينما وقصصها" الذي نمى عندي ملكة الكتابة! فأنا أعشق السينما، وأحب مشاهدة الأفلام، والقراءة والمطالعة، وهذان الأمران هما الأساس لامتلاك فعل الكتابة السينمائية، وإجادته"
يكتب مصطفى حسن للسينما التي يحبها، لكنه يقدر من يكتب لمسابقات الإنتاج السينمائية، لأن من حق كاتب السيناريو أن يسعى للفوز بمثل هذه المسابقات، لكي يتم إنتاج نصه، ويرى كلماته وهي تتحول إلى صور، وهو أيضا يرى أن الكتابة من أجل الكسب المادي واردة، فالسينما في نهاية المطاف هي صناعة وتجارة وفن.
يواجه كتاب السيناريو عموما، والشباب خصوصا مشكلات في عملية التسويق بحسب صاحب فيلم "الموبايل القصير" نتحدث معا" فمن وجهة نظره فإن عملية تسويق السيناريوهات صعبة بل مزعجة أحيانا، وأضاف: "هناك من لا يتعامل بجدية مع الكاتب الشاب ويستنزف وقتك، وهناك من يصادر حقوقك ويسرق جهدك، وعليه يجب التركيز قدر الإمكان على مهمة تسويق النص، فمن المفروض أن يحصن كاتب السيناريو نصوصه من خلال التعاقد وضمان حقوق ملكيتها، وأن يختار من يريد التعامل معهم بدقة"، ويرى حسن أن "أفضل طريقتين لتسويق النص هي محاولة بيعه لمن يستحق من المخرجين أو شركات الإنتاج أو تقديمه إلى برامج مُنح الإنتاج المعروفة، كآفاق، الشارقة، المورد وغيرهم".
ويعزو مصطفى حسن سبب توجه كتاب السيناريو الشباب لكتابة الأفلام القصيرة إلى أن "كتابة سيناريو الفيلم الطويل تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، وبعد أن ينتهي الكاتب من إنجازه، سيواجه صعوبة في تسويقه"، وأضاف "أنا شخصيا سأنتهي من كتابة فيلمي الروائي الطويل الأول بالكامل قريبا، ولدي فكرتان لفيلمين آخرين، سأبدأ العمل عليهما فور انتهائي من فيلمي الأول".
تأثر السيناريست الشاب مصطفى بالكثير من الأسماء والأفلام، فكل ما يشاهده، هو فرصة للاستمتاع والتعلم، فهو من وجهة نظره "حصيلة كل ما أشاهد، واقرأ، وأجرب" لكنه يحاول جاهدًا الاستمتاع والتعلم وإيجاد منجزه الخاص، ويعترف مصطفى حسن أن الأكثر تأثيرا في تكوينه هو "المخرج الياباني الفريد أكيرا كوروساوا، الذي تعد أفلامه دروسا في صناعة الفيلم ومنها السيناريو، وكذلك المخرج الإيراني عباس كيارستمي الذي تعلمت منه البساطة وغنى الفكرة".
ويعتقد مصطفى حسن أن أفضل وسيلة لتطوير مهارات الشباب في كتابة السيناريو يمكن اختزالها في " أن نكتب حبًا في السينما، وما دمنا نحبها، فلا بد من مشاهد الأفلام، وبشكل يومي إن استطعنا ذلك، ليس هذا وحسب، إنما نطور أنفسنا من خلال القراءة والبحوث والمتابعة" وأضاف: "والأهم يجب أن نكتُب، ونعرف أهمية إعادة الكتابة مرارا وتكرارا، حتى نصل إلى أفضل مسودة ممكنة".
سألنا مخرجنا الشاب عن أهم كتاب السيناريو من الشباب، فأجابنا بدبلوماسية: "أنا قليل الاختلاط بالوسط الفني العراقي، الذي أتشرف بالانتماء إليه، ومُتابع غير جيد مع الأسف للأعمال المحلية، التي يؤسفني أن أقول أنها بالأساس قليلة جدًا، مع هذا وللأمانة، هناك أسماء لكُتاب سيناريو شباب جيدين وواعدين، أتمنى لهم كل التوفيق والنجاح، ولن أذكر أسماءهم التي أعرفها، لأنني متأكد من عدم قدرتي على ذكرهم جميعهم، ولا أريد أن أبخس حق أي أحد منهم.