بغداد: شذى الجنابي
وجنان الأسدي
حددت وزارة البيئة، المؤسسات الحكومية لاسيما مدينة الطب، كملوث رئيس لمياه الأنهر والمسطحات المائية، نتيجة تقادم محطات المعالجة فيها ورمي مخلفاتها بشكل مباشر في نهر دجلة. وفي غضون ذلك، انتقدت وزارة الموارد المائية، إهمال أغلب المحافظات وأمانة بغداد، لقرارات اللجنة العليا للمياه الصادرة منذ العام 2012، التي تنص على معالجة مياه المجاري قبل طرحها إلى الأنهر، وبينت أن انتشار الكوليرا يمثل نتيجة واضحة لهذه الأزمة.
وقال معاون مدير دائرة التوعية البيئية في وزارة البيئة أنعم ثابت خليل لـ"الصباح": إن المؤسسات الحكومية تقف في مقدمة الجهات الملوثة للأنهر والمسطحات المائية، وأبرزها مدينة الطب.
وأشار إلى وجود وحدات معالجة قديمة في دائرة مدينة الطب، أصبحت لا تستوعب نوعية المخلفات الطبية للأمراض الجديدة، فضلا عن زيادة أعداد المرضى بشكل يفوق بكثير طاقتها الاستيعابية وما تصدره من مخلفات، وبالتالي أصبحت تلك الوحدات غير مجدية في عملها.
ولفت خليل إلى مخاطبة دائرة مدينة الطب من قبل اللجان البيئية لتأهيل وحدات المعالجة، وبالفعل تم ذلك ولكن ليس بالمستوى المطلوب، منوها بوجود شبكة مجار داخل المدينة مربوطة بشبكة مجاري بغداد، إلا أنه يتم رمي المخلفات في مياه النهر بسبب عدم تحمل خطوط الشبكات كمية المخلفات التي تطرح وعدم وجود توسعة لتلك الخطوط.
وتابع أن الدائرة تقوم بعدد من الإجراءات ضد المؤسسات المخالفة منها فرض غرامات مالية وبعدها إيقاف النشاط، إلا أنها ليست لديها القدرة على غلق مؤسسة حكومية، وبالتالي تتخلف تلك المؤسسات عن دفع الغرامات وإيقاف نشاطها.
وبين أن هناك ثلاثة مصادر لتلوث المياه؛ الأول صناعي والثاني مياه الصرف الصحي (مياه المجاري) والأخير الذي يعد الأخطر، هو المخلفات الطبية التي تطرحها المؤسسات الصحية في مياه نهر دجلة.
من جهته، قال المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية عون ذياب عبد الله لـ"الصباح": إن توجيه مياه المجاري نحو الأنهر يمثل كارثة وجريمة بيئية كبرى ومقلقة جدا يحاسب عليها القانون.
وأضاف أن اللجنة العليا للمياه أصدرت منذ العام 2012 قرارات إلى الوزارات والجهات المسببة للتلوث في جميع المحافظات، تدعوها لاتخاذ إجراءات لمعالجة مياه المجاري قبل طرحها إلى الأنهر، ولكن أغلب الحكومات المحلية أهملت تلك القرارات، على الرغم من التخصيصات الكبيرة المرصودة لها ضمن الموازنة في تلك الفترة.
وأوضح أن محافظة كربلاء المقدسة كانت الأولى بإنشاء محطات تنقية مياه المجاري، وما زالت تعمل بأعلى طاقتها وأصبحت نسبة التلوث في الأنهر والمبازل قليلة جدا، بينما لم تعط المحافظات الأخرى أهمية لإنشاء المحطات سواء من خلال أمانة بغداد أو وزارة الإسكان والبلديات.
ونوه عبد الله بأن الوزارة أصدرت تعليمات جديدة تقضي بإنشاء محطات لتنقية مياه المجاري عند إنشاء المجمعات السكنية الاستثمارية والاستفادة منها لسقي الحدائق والمزروعات، لكن أغلب المجمعات لا تلتزم بالتعليمات الصادرة، وأمانة بغداد ما زالت تعمل على توجيه مياه محطة مجاري الرستمية إلى نهر ديالى، بينما تقوم مجاري الكرخ بتحويل مياه محطة الكاظمية الرئيسة إلى نهر دجلة، وكذلك أغلب المدن الواقعة على النهر.
وأكد أن العراق يمر حاليا بأزمة انتشار الكوليرا، وفي الحقيقة يقف تلوث الأنهر كمسبب رئيس لنقل البكتيريا، موضحا أن مدينة الطب ترمي في بعض الأحيان أخطر المخلفات البيئية من المستشفيات والدوائر الصحية في النهر، إذ تسبب أمراضا جلدية والكوليرا نتيجة استخدامها من قبل المواطنين.
تحرير: علي عبد الخالق