طهران : محمد صالح صدقيان
استمرّت أمس الأربعاء المباحثات بين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري والمندوب الأميركي روبرت مالي بشكل غير مباشر في العاصمة القطريَّة الدوحة بمساعدة مندوب الاتحاد الأوروبي انريكي مورا لليوم الثاني علی التوالي دون أن تترشّح مؤشرات عن نتائج هذه المباحثات .
وجاء اجتماع الدوحة بعد المباحثات التي أجراها منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت الماضي في طهران مع المسؤولين الإيرانيين حيث نقل تصورات الجانب الاميركي لطهران لاختراق الجمود الذي أصاب مفاوضات فيينا.
وأبلغ مصدر إيراني رفيع المستوی "الصباح" أنَّ "بوريل طرح علی الجانب الايراني عدة نقاط مستوحاة من اللقاء الذي جمعه مع مالي في بروكسل الخميس الماضي والذي قرر بوريل علی أساسه زيارة العاصمة الإيرانية طهران" .
وقال المصدر:إنَّ "التصورات الأميركية الجديدة التي نقلها بوريل لطهران شملت أربع نقاط،الأولى تخصّ الحظر المفروض علی جهاز الحرس الثوري الإيراني حيث تعهد الجانب الأميركي برفع الحظر عن مؤسسات تابعة للحرس وشخصيات تعمل في إطار الحرس الثوري مع الإبقاء علی اسم الحرس لإشعار آخر خصوصاً مؤسسة "خاتم الأنبياء" التي تعمل في مجال الأعمال والبناء والتي تعد الشركة الأم لـ 130 شركة فرعية تعمل في المجالات الاقتصادية والصناعية.
النقطة الثانية السماح لإيران ببيع النفط والغاز خارج إطار العقوبات الأميركية؛ بينما تعلقت النقطة الثالثة بالسماح للشركات الدولية بدخول سوق الاستثمار الإيراني وأنَّ الاتحاد الأوروبي يضمن استمرار هذه الشركات بمزاولة عملها حتی وإن تراجعت الولايات المتحدة عن أي اتفاق يتم التوصل إليه في فيينا؛ في الوقت الذي شملت النقطة الرابعة فتح التحويلات المالية عبر منصة "سويفت" بين البنوك الإيرانية والأجنبية .
وذكر المصدر أنَّ ذهاب المفاوض الإيراني للدوحة جاء استناداً لهذه النقاط الأربع؛ لافتاًإلی أنَّ القاعدة التي تستند إليها إيران في المفاوضات مع الجانب الأميركي تحديداً؛ والجانب الغربي بشكل عام هي السلوك الذي يعتمده الجانب الآخر "فإذا تقدم خطوة إلی الأمام فإنَّإيران تتقدم بخطوة مماثلة والعكس صحيح".
ولم يستبعد المصدر عقد لقاء مباشر بين علي باقري وروبرت مالي في الدوحة شريطة أن تلمس طهران معطيات حقيقية عن تغيير في السلوك الأميركي .
وأعرب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي أمس الأربعاء عن أمله في تغيير السلوك الأميركي عما كان في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والذي يستطيع أن يفتح مسار التوصل لاتفاق مستدام ومقبول في فيينا .
وكان بوريل قد ذكر خلال زيارته لطهران السبت الماضي أنَّ المباحثات الثنائية بين طهران وواشنطن تستطيع أنتحل بعض الإشكالات السياسية بين الطرفين علی أمل التوصل لاتفاق في فيينا وعندها يمكن للجانب الأميركي العودة لطاولة 5+1 حيث تكون جميع الأطراف بما في ذلك الإيراني والأميركي علی طاولة واحدة لمناقشة كافة القضايا العالقة وجهاً لوجه .
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة:إنَّ القاعدة التي تسير عليها إيران في الحوار مع الجانب الأميركي تستند إلی "عدم حسن النية" لأنَّ التاريخ والتجارب أثبتت أنَّ واشنطن لاتتمع بالمصداقية الكافية في الالتزام بالاتفاقات الدولية في إشارة واضحة لانسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 وفرض عقوبات جديدة علی إيران .
ويسود تفاؤل حذر في طهران بشأن نتائج اجتماع الدوحة لكن مصادر دبلوماسية مواكبة قالتإنَّ وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن يعمل من أجل توصل المباحثات لنتيجة مقبولة للطرفين حتی وإن كانت قطر غير مشاركة في الاجتماع؛ خصوصاً أنَّ الوزير القطري التقی المندوب الأميركي روبرت مالي في واشنطن والدوحة وهو الذي ساهم إلی حد بعيد بعقد اللقاء بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي .