مندوب ليبيا يشكو انقسام مجلس الأمن حيال بلاده

قضايا عربية ودولية 2022/06/30
...

 طرابلس: وكالات
قال مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طاهر السني: إن شعب بلاده "رهين لخلافات مجلس الأمن" وتدخلات بعض القوى الإقليمية، وأضاف في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن "انقسام مجلس الأمن بشأن الموقف من بلاده يؤثر سلباً في مصير الشعب الليبي، حيث أن انقسام مجلس الأمن يتجلى في عدم تعيين مبعوث خاص للأمين العام (لدى ليبيا) حتى الآن"، وأضاف، "تتحفظ ليبيا على الآلية المتبعة في مجلس الأمن بشأن اختيار اسم المبعوث الخاص".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى "بدء مشاوراته بخصوص أيّ مرشح للمنصب مع الليبيين، قبل طرح اسمه على مجلس الأمن"، وطالب "بالحفاظ على آلية صدور القرارات والبيانات الرئاسية المتعلقة بالليبيين في مجلس الأمن، حيث لا يتمّ إشراكنا في المشاورات المتعلقة بصدور هذه القرارات أو البيانات"، وناشد السني مجلس الأمن "تقديم مساعدة مبكرة للمفوضية العليا للانتخابات بمجرد التوافق على قوانين وجدول زمني". 
في السياق نفسه، أفادت مصادر دبلوماسية بأن الإمارات عرقلت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي مقترحاً للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتعيين وزير الخارجية الجزائري السابق صبري بوقادوم مبعوثًا أمميًّا إلى ليبيا.
وقال أحد هذه المصادر: إن دولاً عدّة، من بينها فرنسا وغانا، شددت، خلال الجلسة التي خصصها مجلس الأمن الأسبوع الماضي لبحث الوضع في ليبيا، على وجوب أن يُملأ "في أقرب وقت ممكن" هذا المنصب الشاغر منذ تشرين الثاني الماضي.
ومنذ الخريف، لا يمدّد مجلس الأمن الدولي ولاية "بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا" سوى لفترات قصيرة، مدة كلّ منها بضعة أشهر، في عجز سببه على وجه الخصوص عدم اتفاق المجلس على اسم المبعوث المقبل لهذا البلد. 
وبعد محاولات عديدة فاشلة لملء هذا المنصب الشاغر، اقترح غوتيريش الأسبوع الماضي على أعضاء مجلس الأمن الـ15 تعيين بوقادوم مبعوثًا إلى ليبيا، لكنّ دبلوماسياً أكد أن  "الإمارات وحدها رفضت" خلال الجلسة تعيين الوزير الجزائري السابق.
والإمارات، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، تمثّل حالياً المجموعة العربية في المجلس، وحسب دبلوماسيين آخرين عديدين، فقد أوضحت الإمارات خلال الجلسة أن "دولًا عربية وأحزابًا ليبية أعربت عن معارضتها" لتعيين بوقادوم مبعوثًا إلى ليبيا، ولم يحدّد هؤلاء الدبلوماسيون الدول أو الأحزاب التي رفضت، حسب الإمارات، تعيين المسؤول الجزائري السابق، واكتفى أحدهم بالإشارة إلى أن هناك "قلقاً إقليمياً" من تعيين بوقادوم، لا سيما أن للجزائر حدوداً مشتركة مع ليبيا.  وحسب مصدر دبلوماسي ليبي، فإن المبعوث الأممي المقبل سيكون التاسع الذي يتولّى هذا المنصب خلال 11 سنة، وفي 6 كانون الأول الماضي، عيّن غوتيريش القائمة السابقة بأعمال رئيس البعثة الأممية في طرابلس ستيفاني وليامز مستشارة خاصة له بشأن ليبيا، إثر استقالة المبعوث الأممي الخاص للبلاد السلوفاكي يان كوبيش.  
بدوره، انتقد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي الدول الغربية التي تسعى، على حد قوله، للبقاء ممسكة بالملف الليبي، ودعا الدبلوماسي الروسي الأمين العام للأمم المتحدة إلى "اتباع نهج مدروس ومتوازن" في بحثه عن مبعوث جديد إلى ليبيا، مشدّداً على ضرورة أن يراعي في خياره آراء الأطراف الليبية والفاعلين الإقليميين، وشدّد بوليانسكي على وجوب رفض "إملاءات المعسكر الغربي الذي يعدّ ليبيا ساحته الخلفية".