اليوم.. بيروت تستضيف اجتماع وزراء الخارجية العرب

قضايا عربية ودولية 2022/07/02
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
هل بدأ الكباش السياسي بين رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي مع رئيس الجمهورية ميشيل عون بعد تقديم الأول لتشكيلة حكومة هي نسخة منقحة من حكومة تصريف الأعمال بتعديل طال خمسة وزراء فقط وبإخراح وزارة الطاقة من جعبة التيار العوني منذ عقدين ونصف العقد، وبعد التسريب اللافت لورقة التشكيلة، ميقاتي التقى عون أمس الجمعة في ​قصر بعبدا​، فيما أفادت معلومات إعلامية بأن  ميقاتي​، أبلغ عون​، استياءه لتسريب الأسماء مشيراً إلى إجرائه تعديلا طفيفاً، وغادر من دون الإدلاء بتصريح، في وقت يستضيف لبنان اليوم السبت اجتماعاً تشاورياً دورياً لوزراء خارجية جامعة الدول العربية. 
 
مصادر سياسية مطلعة ذكرت بأن التشكيلة التي قدمها ميقاتي ستكون حلقة في سلسلة تشكيلات سيقدمها ميقاتي وأن الفجوة بين الرجلين واضحة في مسألة تعاطيهما مع الملف الحكومي، وكان لمسألة تسريب أسماء التشكيلة التي قدمها ميقاتي فعلها في تأزيم الأجواء أكثر بين الطرفين، فبينما تتهم المصادر القريبة من رئيس الحكومة المكلف دوائر قصر بعبدا بتعمد تسريب التشكيلة؛ نفى قصر بعبدا ضلوع دوائره بذلك.
المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة المكلف ميقاتي، الصحافي فارس الجميل، علق على تسريب التشكيلة بقوله: إن "ما حصل من تسريب للتشكيلة الحكومية الجديدة معيبٌ فالتشكيلة التي تم تسريبها كان يفترض أن تبقى سرية، وواضح أن من سرّبها هدفه تعطيل التشكيل، ونقول الرسالة وصلت وليتحمّل كل طرف مسؤوليته"، وعن السرعة اللافتة التي قدم من خلالها ميقاتي تشكيلته أشار الجميل إلى أن "الرئيس المكلف لم يستعجل، وهو أجرى الاستشارات النيابية غير الملزمة واستشف الآراء السياسية لذلك بادر إلى تقديم تشكيلته، وعلى الرئيس عون أن يكون أكثر المستعجلين لتشكيل حكومة جديدة".
بينما أكدت مصادر ​قصر بعبدا​ أن ​القصر الجمهوري​ ليس مصدر تسريب ​التشكيلة الحكومية​ التي وزعت قبل يومين بين ​وسائل الإعلام​، وأشارت المصادر إلى أنه ليس من عادة دوائر القصر اعتماد هذا الأسلوب، وأن "ما تريد بعبدا قوله أو نشره، توزعه بالطرق الرسمية ووفقا للأصول".
في السياق، ذكرت مصادر إعلامية قريبة من حزب الله بأن "هناك صعوبة في تقبل الرئيس عون للتشكيلة التي قدمها ميقاتي"، مشيرة إلى أن "التيار الوطني الحرّ يفضّل توسيع الحكومة من 24 وزيراً إلى 30 وزيراً أي بزيادة 6 وزراء دولة سياسيين، وهناك استبعاد أن يوافق ميقاتي على خيار التيار".
وكانت ​رئاسة الجمهورية اللبنانية، أعلنت أمس الجمعة​، أن "رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ التقى في قصر بعبدا، رئيس الحكومة المكلف ​نجيب ميقاتي​، وتداول معه في ​التشكيلة الحكومية​ المقترحة"، ولدى مغادرته القصر، لم يدل ميقاتي بأي تصريح. وأوضحت الرئاسة في بيان، أنه "تم خلال اللقاء، طرح بعض الأفكار والاقتراحات، علماً أن لقاء آخر سيعقد بين الرئيس عون وميقاتي بداية الأسبوع المقبل، لاستكمال البحث والتشاور".
في غضون ذلك، تستضيف بيروت اليوم السبت اجتماعاً تشاورياً دورياً لوزراء خارجية جامعة الدول العربية، وكان لبنان تسلم الرئاسة الدورية لمجلس الجامعة في دورته الراهنة. 
ومن المنتظر أن يلتقي اليوم السبت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط،  الرئيس ميشال عون لبحث آخر المستجدات على الساحتين العربية واللبنانية، كما سيلتقي رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مصدر حكومي ذكر بأن لبنان سيطرح خلال الاجتماع ملفات النازحين والأمن الغذائي.
في هذه الأثناء، تستمر الأزمات الحياتية في لبنان صعوداً ومنها أزمة الاتصالات، حيث أعلن وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم​ أمس الجمعة زيادة تعرفة الاتصالات اعتباراً من اليوم السبت، مؤكداً أنه "لا استمرارية للقطاع من دون زيادة التعرفة، ولكن لسوء الحظ وصلنا إلى آخر فترة الوزارة ولم نصل إلى نتيجة"، وأوضح أن "تعديل التعرفة يترك مجالاً لدفع المستحقات للموردين، وهم شركات عالمية مثل ​هواوي​ وإركسون وغيرهما يدفع لها بالفريش دولار"، لافتاً إلى أنه "تبقى هناك مواضيع لا نستطيع ضبطها كالسرقات​، كسرقة الكابلات والبطاريات وغيرها من شركات (ألفا) و(تاتش) و(أوجيرو)، إذ تحصل أكثر من 50 سرقة شهريا".