طهران: محمد صالح صدقيان
تتكثف الجهود الدولية والإقليمية لاستئناف المباحثات النووية بين إيران والمجموعة الغربية بعد تعثر مباحثات الدوحة بين طهران وواشنطن في الوقت الذي طالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الولايات المتحدة اتخاذ القرار المناسب للالتزام بأي اتفاق يمكن التوصل إليه .
وقالَ رئيسي أمس الاثنين خلال استقباله للسفير السويسري الجديد الذي يرعی المصالح الأميركية لدی طهران : إن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران دلل علی التناقض بين السلوك الأميركي والأوروبي وجهود التوصل لاتفاق ؛ مؤكداً عزم بلاده التوصل لاتفاق مستدام من خلال الضمانات التي يجب أن تعطيها جميع الأطراف المعنية بالاتفاق النووي علی التزامها بأي اتفاق يمكن التوصل إليه .
واتهمت إيران الولايات المتحدة أمس الاثنين بالافتقار إلى "مبادرة سياسية" في المفاوضات النووية، في الوقت الذي يبدو فيه أن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في الدوحة لم تصل لنتيجة تذكر .
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا: إن "الجانب الأميركي ذهب إلى الدوحة من دون مقاربة مبنية على المبادرة والتقدم". وأضاف "نعتقد أنّ تكرار المواقف السابقة لا ينبغي أن يحلّ محل المبادرة السياسية"، داعياً واشنطن إلى "الاستفادة من هذه الفرصة الدبلوماسية" .
وأعربت واشنطن الأربعاء الماضي عن "خيبة أمل" من المفاوضات غير المباشرة مع إيران بشأن البرنامج النووي في الدوحة، موضحة أنه "لم يتحقق أي تقدّم" ومشيرة إلى اختتام تلك الجولة. وفي اليوم التالي، دعت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، الأعضاء في الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، طهران إلى وقف التصعيد و"العودة إلى التعاون الكامل" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي مجلس الأمن الدولي، شددت الصين وروسيا، العضوان الآخران في خطة العمل الشاملة المشتركة "الاتفاق النووي"، على أهمية الحفاظ على الاتفاق النووي.
وقال أمير عبد اللهيان لنظيره الفرنسي: "نحن جادون وصادقون في هدفنا التوصل إلى اتفاق جيد ومستقر" .
ونقل كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إنه ينسق مع المنسق الأوروبي اندريكي مورا بشأن تاريخ ومكان المفاوضات المقبلة قيد الإنجاز؛ من دون الخوض في المزيد من التفاصيل.
ويبذل وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني جهوداً لاستئناف المباحثات بين طهران وواشنطن حيث أجری أمس الاثنين اتصالاً مع نظيره الأميركي انطوني بلنيكن لمناقشة إمكانية العودة لطاولة المفاوضات ؛ لكن مصادر نقلت أن ذلك ربما يحدث بعد الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة في 13 يوليو تموز الجاري .
ورأی مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي أنه ليس واضحاً أين ستجرى المحادثات النووية المقبلة ولم يتم التوصل لاتفاق حتى الآن حول هذا الأمر ؛ معرباً عن اعتقاده أن واشنطن تريد أداة تستخدمها للضغط على طهران وحدثت تغييرات في مواقف الأميركيين ولكن لا يمكن القول: إن مفاوضات قطر لم تحقق تقدماً .
وزاد في تصريح له نشر أمس الاثنين، من الصعب على واشنطن قبول مطالب وشروط طهران ولو كان القرار للأوروبيين فقط لتم التوصل لاتفاق ؛ لافتاً إلی أن الأميركيين والأوروبيين يتعرضون لضغوط كبيرة بسبب كورونا والأزمة التي تسببوا بها في أوكرانيا ويحتاجون لاتفاق مع إيران "وإيران ترغب في التنفيذ الكامل للاتفاق الذي قد يتم التوصل إليه وأن تكون الضمانات
كافية ".