هنا إذاعة جمهورية العراق من بغداد

الصفحة الاخيرة 2022/07/06
...

سامر المشعل 
 
في ذكرى تأسيس إذاعة جمهورية العراق الـ 86 اقتضى الواجب المهني أن نشاطر ونشارك الإذاعة الأم هذه المناسبة المفرحة وهي تواصل خطابها الإعلامي بهمة إبداعية متميزة.
إذاعة جمهورية العراق وهي تحتفل بعيد ميلادها الـ86 فهي أول إذاعة بالشرق الأوسط وثاني إذاعة عربية بعد إذاعة "صوت القاهرة"، والتي تأسست بالعام 1936، هذه الذكرى العطرة تنث شذاها لنسترجع إرثاً إبداعياً كبيراً تمخض عن هذه المحطة، لا يمكن حصره بعمود قصير، فقد شكلت الإذاعة منعطفاً مهماً في تاريخ الثقافة العراقية، وكانت عبارة عن مدرج لانطلاق أغلب المواهب والطاقات الإبداعية من الإعلاميين والفنيين والفنانين وغيرهم. كانت لإذاعة جمهورية العراق مهابة خاصة، وسعيد الحظ من يؤذن له بالدخول إلى أروقتها، وطالما منى النفس الكثير من المبدعين الرواد وهم ينظرون إلى انفراج باب الإذاعة لاستقبال مواهبهم، وسبق أن أخبرني الملحن المبدع الراحل طالب القره غولي، أنه كان يأتي من محافظة الناصرية إلى بغداد، ويتأمل طويلا بباب الإذاعة، ويقول في نفسه: "هل يأتي يوم ويسمح لي بالدخول من هذا الباب" ؟.. تحققت أمنية القره غولي ودخل الإذاعة من أوسع أبوابها، بل أصبح مسؤول قسم الموسيقى في إذاعة بغداد.
ففي ثلاثينيات وأربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت إذاعة بغداد، رافدا مهما للثقافة العراقية، والصوت الإعلامي البارز الذي يصل أثيره إلى أذن المستمع بخطاب مؤثر ومن خلاله يتم التعرف على أحداث وأخبار ما يجري بالعراق والعالم، وعبر هذا الأثير كان العراقيون يتجمعون حول الراديو ليسمعوا ويستمتعوا بالأصوات الغنائية والحفلات المباشرة لنجوم الطرب في العراق والعالم العربي، اضافة إلى المسلسلات الإذاعية والبرامج. بل كانت الإذاعة من الأهمية، أن أي انقلاب يحدث، تكون الإذاعة المكان الأول الذي يتجه إليه الانقلابيون، للسيطرة عليها وبث البيان رقم واحد لسقوط حكومة وإعلان انبثاق حكومة جديدة.
شهدت وواكبت إذاعة جمهورية العراق الكثير من الصراعات السياسية ولعل أبرزها مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم، داخل المبنى. في نفس كل إعلامي وفنان ذكرى جميلة مع هذه الإذاعة، وكان لي شرف إعداد وتقديم برنامج بهذه الإذاعة، بعنوان "الأذن تعشق" مع المخرج حسن جاسم قبل خمسة عشر عاماً، وكانت مديرة الإذاعة آنذاك راجحة صادق من أشد المعجبين بالبرنامج.
شريط الذكريات يأخذنا لاستذكار طائفة من مبدعي الإذاعة على سبيل المثال لا الحصر ومنهم: المذيع حسين الكيلاني ومحمد عبد اللطيف وغازي فيصل وأمل المدرس وكلادس يوسف وخالد العيداني والمخرج مهند الانصاري وجنان فتوحي وعلاء محسن وناظم فالح.. وآخرون.  
نبارك لمدير الإذاعة الزميل رائد حداد وجميع العاملين في هذه الإذاعة العريقة بهذه المناسبة ونشد على أيديهم وهم يواصلون رحلة الإبداع المضنية، ونتمنى لهم باسم أسرة تحرير جريدة الصباح المزيد من التألق والإبداع، وكل عام وإذاعتنا الحبيبة إذاعة جمهورية العراق بخير وازدهار.