كييف: وكالات
لفت الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى حاجة أوكرانيا إلى فضاء أمني فعال حتى لو لم تكن عضوا في الناتو.
وقال في كلمة ألقاها خلال مشاركته في اجتماع المائدة المستديرة الحكومية السنوية السادسة والعشرين لمجموعة “الإيكونوميست»:» لنلق نظرة على الأداة الثانية - الضمانات الأمنية. هل كانت موسكو ستقدم على مهاجمة أحد وهي تعلم أنه محمي؟ نرى الآن أن روسيا قد قبلت هذا الموقف وهذا القرار بأن السويد وفنلندا ستنضمان إلى الناتو. يقولون في موسكو: “دعوهم ينضموا”. على الرغم من أنه حتى وقت قريب كانت روسيا تصر على عودة الحلف إلى حدود عام 1997 « .
وتابع: “ نعم ، أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو. وعندما تقدمنا بطلب لبدء الانتقال نحو العضوية ، تلقينا ردًا سلبيًا حتى على طلب خطة عمل العضوية. لكن هذا ليس سببًا يدعونا للتوقف. نحن بحاجة إلى مثل هذا النظام من الضمانات الأمنية ، مثل هذا الفضاء الأمني الفعال حتى عندما لا نكون عضوا في الحلف «، ووفقا له ، فإن الهدف الرئيس ليس إنشاء منطقة رمادية آمنة .
وأضاف: “ نحن لسنا في الناتو، لكننا نسير على هذا الدرب . ويجب أن نعي ما الذي يمكن فعله لردع العدوان، وما الذي ينبغي فعله للرد فورا على العدوان؟ نريد إجابات على هذه الأسئلة ونعمل الآن على حلها مع شركائنا، مع تلك الدول التي يمكن في الواقع أن تصبح ضامنة، ولو كان مثل هذا النظام مفعلا الآن، لما قامت الحرب “، وأشار الرئيس أيضًا إلى أن أوكرانيا ما كانت ستصبح ضحية أسوأ حرب في أوروبا، لو جرى ضمان حصولها على الدعم العسكري ، وفرض عقوبات على العدو وعزله ومصادرة أصوله وأصول جميع الكيانات المرتبطة به.
وشدد زيلينسكي على الحاجة لاتخاذ كل التدابير لعدم تكرار هذا الأمر مجددا . في غضون ذلك، وقع وزيرا خارجية كل من فنلندا والسويد على بروتوكولات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو» . من جانبه أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن أبواب الحلف ستظل مفتوحة أمام الديمقراطيات الأوروبية، التي تريد المساهمة في أمننا المشترك، على حد تعبيره.
ومن المقرر أن ترسل عطاءات عضوية الدولتين إلى عواصم الحلف للحصول على الموافقات التشريعية، وعلى الرغم من الاتفاق بين دول التحالف، إلا أن الموافقة البرلمانية في تركيا ما زالت تمثل مشكلة في إدراج الدولتين نهائيا.
وفي الأسبوع الماضي، كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد حذر من أن أنقرة ما زالت قادرة على عرقلة العملية إذا فشلت الدولتان في تلبية مطالب تركيا بالكامل بتسليم الإرهابيين المشتبه بصلاتهم بجماعات كردية محظورة أو بشبكة رجل الدين المنفي، والمشتبه بضلوعه في الانقلاب الفاشل عام 2016.
من جهته، صرح الأمين العام لحلف “الناتو” بأن السويد وفنلندا الآن بإمكانهما المشاركة في أعمال الحلف بدءا من 5 يوليو بوصفهما دولتين مدعوتين لعضويته. وصرح الأمين العام لحلف “الناتو” بأن هذا “يوم تاريخي” للبلدين، اللذين نتشارك معهما في نفس القيم والتحديات، ونقف في مواجهة “خطر تاريخي». كما أعرب ستولتنبرغ عن اقتناعه بأن كل الدول الأعضاء ستسرع من إجراءات ضمان إتمام عضوية فنلندا والسويد، مشيرا إلى أن الحلف سيكون أقوى، وأوروبا ستكون أكثر استقرارا.
من جانبه صرح وزير خارجية فنلندا بأن بلاده تتطلع إلى الموافقة الكاملة على العضوية في الحلف، وقد بدأت بالفعل هذه الإجراءات.
ويحتاج بروتوكول انضمام فنلندا والسويد، الذي تم توقيعه اليوم، إلى تصديق برلمانات دول الحلف الثلاثين. وقال مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، اليوم الثلاثاء: إن “فرنسا ستزود أوكرانيا بمختبر حمض نووي متنقل هذا الأسبوع للتحقيق في جرائم الحرب المزعومة».
وصرح ديلاتر بذلك خلال مؤتمر “استعادة أوكرانيا” الذي بدأ الاثنين الماضي ، ويستمر لمدة يومين في مدينة لوغانو السويسرية، ويشارك فيه ممثلو 40 دولة و20 منظمة دولية.
وقال رئيس الاتحاد السويسري، إغناسيو كاسيس، أمس الثلاثاء، إن سويسرا ستضاعف المساعدة المالية لأوكرانيا لتصل إلى 100 مليون فرنك سويسري (نحو 103 ملايين دولار) بحلول عام 2023. بالإضافة إلى ذلك، بحسب قوله، فإن سويسرا مستعدة لـ “دعم المفاوضات” لوقف الأعمال العدائية عندما يحين الوقت لذلك.
في سياق متصل، صرح رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين بأن وحدات جمهوريته التي كانت تساعد في تحرير أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية، يتم نقلها الآن إلى اتجاه دونيتسك. وقال بوشيلين للصحفيين، أمس الثلاثاء: “إن جمهورية لوغانسك الشعبية محررة حاليا... ويمكننا القول إن وحدتنا التي شاركت في التحرير في إطار مساعدتها لأشقائنا، يتم نقلها إلى اتجاه دونيتسك. كما يتم نقل الوحدة الثانية لجمهورية لوغانسك».
وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، سابقا، عن تحرير جمهورية لوغانسك الشعبية بالكامل. ونتيجة الأعمال العسكرية الناجحة تمكنت وحدات الجيش الروسي وشرطة جمهورية لوغانسك من وضع سيطرتها الكاملة على مدينة ليسيتشانسك وهي آخر مدينة في الجمهورية كانت تحت سيطرة كييف، بالإضافة إلى القرى القريبة منها. وقبل الهروب من المدينة قام المقاتلون الأوكرانيون بتفجير وتدمير عدد من المباني الإدارية فيها بما في ذلك مبنى البلدية.