الحج وعيد الأضحى في ذاكرة السينما

الصفحة الاخيرة 2022/07/17
...

 غفران حداد
السينما المصرية صوّرت رحلات الحج إلى الأراضي المقدسة بمواضيع دينية متعددة، إذ لم يكن الفن بعيداً عن المواسم الدينية والأعياد وما تحمله من أهازيج الحج من وداع الحجاج او استقبالهم باحتفالات شعبية.
 
إلهام
كان أول الأفلام السينمائيَّة التي صورت رحلة الحج فيلم (إلهام، 1950) للمخرج بهاء الدين شرف عن قصة للناقد محمد مندور الذي اشترك في السيناريو والحوار مع المخرج ، وتدور أحداث الفيلم عن الفتاة الشريفة إلهام (ماري كويني)، التي تجبرها الظروف على الانحراف وخلال عيشها حياة الليل وما تواجهه من خداع واستغلال تلتقي برجل أحبها وخدعها محرم بيك (يحيى شاهين)، الذي يتغير هو الاخر نحو التقوى والايمان، ويأخذ بيدها لكي تعود الى الطريق القويم.
 
المصري أفندي 
ايضا من الأفلام التي انتجتها السينما في تقديم مكانة فريضة الحج فيلم (المصري أفندي، 1949) لحسين صدقي ومديحة يسري، وفيلم ( ابنة الأكابر، 1953) اخراج انور وجدي، ثم توالت الأفلام وهي قليلة مقارنة بمكانة الحج وشعائرها، نذكر مثلاً فيلم (المرأة التي غلبت الشيطان، 1973) للمخرج يحيى العلمي و(أين تخبئون الشمس، 1981) للمخرج المغربي عبد الله المصباحي.
 
الرسالة
كانت مواضيع الأفلام عن ذهاب المسلمين الى بيت الله الحرام وتأدية الفريضة الخامسة واداء الشعائر والطواف والصعود الى عرفة ورمي الحجرات وزيارة قبر الرسول (ص) قليلة، وان وجدت لم تتناول مكانة الحج بشكل عميق على الرغم ما تحمله مشاهد الحج من ثراء صوري وشعائر دينية وما تملكه من جوانب روحية وثقافية، خصوصاً ان الحدث سنوي، يشارك فيه سنويا ملايين المسلمين من حول العالم، لكن لاحظنا ان صنّاع السينما العربية اهتموا بتناول الشخصيات الإسلامية في بعض أفلامها مثل فيلم (الرسالة، 1976) للمخرج الراحل مصطفى العقاد.
 
الرحلة الكبرى
على الرغم من ذلك توجد أعمال سينمائيّة ووثائقية نادرة قدمت موضوع فريضة الحج بشكل مباشر مثل فيلم (الرحلة الكبرى ) للمخرج إسماعيل فروخي، وربما قلة التناول الدرامي لفريضة الحج عربيا يعود الى كون هذه الأعمال تحتاج إلى قدرات انتاجية عالية وميزانيات ضخمة.
 
السينما العالميَّة
في التاريخ السينمائي المعاصر وجدنا السينما العالمية تطرقت لفريضة الحج بصورة جذبت المشاهد العربي والغربي حيث قدم المخرج الأميركي (تاران ديفس) فيلم (رحلة الى مكة، 2009)، ووثق فيه رحلة الرحالة ابن بطوطة من طنجة التي تركها 1325، متوجها الى مكة المكرمة وقد مزج ديفس هذه الأحداث بصور من موسم الحج 2007، الذي صوّره المخرج في مكة، واستطاع الفيلم ان يحقق نجاحاً لافتاً.
 
عيد الأضحى وأغانيه سينمائيّاً
وفي ايام توافد ضيوف الرحمن الى مكة المكرمة ينتظر المسلمون بشوق ولهفة يوم عرفة وحلول عيد الاضحى وسينمائيا وثقت السينما المصرية احتفالات العيد وأغاني العيد، وفي كل عام تعرض الكثير من الفضائيات العراقية والعربية فيلم (دنانير، 1939) وتغني فيه أم كلثوم خلاله اغنية (يا ليلة العيد آنستينا... وجددتي الأمل فينا
هلالك هلّ لعنينا... فرحنا له وغنينا)
بل إن الأغنية تحولت الى فيلم سينما بالاسم نفسه، وقدم لنا مخرج العمل حلمي رفلة وأبطاله شادية وإسماعيل ياسين وشكوكو أجواء العيد ومظاهر متنوعة من الاحتفال به.
 
بنت الأكابر
ايضا فيلم (بنت الاكابر، 1953) الذي تحدثنا عن تناوله موضوع الحج، وفيه غنت ليلى مراد (يا رايحين للنبي الغالي ) بطولة أنور وجدي، وظفت فيه أجواء عيد الأضحى، ولم تكن أغاني الفيلم مُقحمة، بل كانت أساسية في أحداث الخط الدرامي للفيلم.
 
همام في أمستردام
حديثا تناولت السينما المصرية مشاهد البهجة والفرحة بقدوم عيد الأضحى وتجمعات المسلمين لقيام الصلاة في العيد، مثلما شاهدنا مشهد قيام شخصية شلتوت الحلاق، وهو يقص شعر الخروف قبل ذبحه هذه الاجواء في الفيلم الكوميدي (همام في أمستردام، 1999) اخراج سعيد حامد وبطولة محمد هنيدي وأحمد السقا.
 
بوحة
وفيلم (بوحة، 2005) وظفت فيه مشاهد فرحة العيد، فالبطل بوحة (محمد سعد) يوهم الجميع أنه يتقن حرفة الجزارة، ويتم استدعاؤه لذبح خروف لإحدى العائلات، لكنه يعجز عن ذلك ويردد الأفيه الشهير (تصدق سلخت قبل ما أدبح).
مخرج الفيلم رامي إمام قدم لنا خلطة جميلة بين فرحة العيد وما بين الكوميديا والرومانسية التي تجمع بوحة مع حبيبته كوته (مي عز الدين) وشخصية الأم حلويات(لبلبة).