طهران: وكالات
تستقبل العاصمة الإيرانية اليوم، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تلبية لدعوة نظيره الإيراني، وفيما تتحظر لاستقبال الرئيس الروسي يوم غد، ردت الخارجية الإيرانية، أمس الأحد، على تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن، التي أطلقها خلال القمة العربية الأميركية للأمن والتنمية. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: "إن المزاعم والاتهامات التي قالها الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته الشرق أوسطية ومنها تصريحاته في قمة جدة مرفوضة ولا أساس لها، وإن هذه المزاعم الفارغة تأتي في سياق استمرار السياسة الأميركية لخلق الفتن وبث التوتر في المنطقة"، لافتاً إلى "ماضي الولايات المتحدة كأول دولة استخدمت القنبلة النووية، واستمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وقيامها بالاحتلال والعدوان العسكري، وبيع السلاح بالجملة والترويج للعسكرة في المنطقة".
وأضاف كنعاني، "أميركا تلجأ مجدداً إلى سياستها الفاشلة في التخويف من إيران لخلق التوتر وافتعال الأزمات في المنطقة"، منوها بـ "الدعم الأميركي الأعمى والمطلق والممتد منذ عقود للكيان الصهيوني الغاصب".
وتابع: "لا شك بأن الإدارة الأميركية هي الشريكة الرئيسة في استمرار احتلال أرض فلسطين والأقصى الشريف وكذلك الجرائم اليومية التي يرتكبها هذا الكيان بحق الفلسطينيين والتمييز العنصري والانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان تجاه الشعب الفلسطيني المقاوم والمظلوم".
وأكد المتحدث باسم الخارجية "السياسة الستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية في إطار القوانين والضوابط الدولية، والالتزام باستمرار التفاوض من أجل رفع الحظر".
وأشار إلى أن "التهم الأميركية الكاذبة تجاه البرنامج النووي السلمي الإيراني وقيام الولايات المتحدة بغض الطرف عن الخداع الصهيوني المستمر لعقود ككيان غير منضم لمعاهدة حظر الانتشار النووي ويمتلك أكبر ترسانة للسلاح النووي في المنطقة، لهو دليل واضح على انتهاج الإدارة الأميركية سياسة التزييف والنفاق"، مشدداً على "السياسات المبدئية والبناءة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الترحيب بالحوار مع دول الجوار والمبادرات الإقليمية".
وقال كنعاني: إن "المتوقع من دول المنطقة أن تستجيب للدعوات الإيرانية للحوار والتعاون الإقليمي واتخاذ خطوات بناءة من أجل إرساء الأمن الجماعي والسلام والاستقرار والتنمية المشتركة". وعقدت أمس السبت، قمة جدة للأمن والتنمية في السعودية، بمشاركة الدول الخليجية ومصر والأردن والعراق، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
وقال بايدن في القمة: "أنشطة إيران تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، ولدينا العزيمة لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة، وسنوفر الدعم لحلفائنا في المنطقة لمواجهة الإرهاب".
وأضاف، "لن نسمح لإيران بنشر التوترات في المنطقة، كما نرفض استخدام القوة لتغيير الحدود، لن نسمح بتعريض حرية الملاحة البحرية في المنطقة للخطر، وإدارتي تمنح الأولوية لحرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر". في غضون ذلك، وضعت وزارة الخارجية الإيرانية، 61 شخصية أميركية على قائمة العقوبات بسبب ما اعتبرته "دعم جماعة مجاهدي خلق" المصنفة إرهابية في إيران.
وفي بيان نقلته عنها وكالة مهر للأنباء، نشرت الخارجية الإيرانية "قائمة العقوبات المحدثة لأشخاص أميركيين يدعمون زمرة خلق الإرهابية".
وقالت الخارجية الإيرانية في بيانها: "وزارة الخارجية في جمهورية إيران الإسلامية، بناء على قانون مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان والأعمال الأميركية المغامرة والإرهابية في المنطقة، ولا سيما المادة 4 من القانون المذكور، تضع الأشخاص المذكورين أدناه وبسبب دعمهم عمداً زمرة خلق الإرهابية عبر المشاركة في ندوات الزمرة وتأييد أهدافها وممارساتها الإرهابية والدعم السياسي والإعلامي للزمرة في قائمة العقوبات للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو هاتفياً العلاقات السياسية والقنصلية بين البلدين وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران.
وأعرب الوزيران عن ارتياحهما المتبادل للزيارة الوشيكة للرئيس التركي إلى إيران، وتناولا بعض القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك، حسبما أفادت وكالة "إرنا" الإيرانية.
وتضمنت المحادثة تبادلاً للآراء حول بعض القضايا المتعلقة بالعلاقات السياسية والقنصلية للبلدين وكذلك الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس التركي إلى طهران.
ويصل أردوغان إلى طهران اليوم الاثنين بدعوة رسمية من نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي على رأس وفد رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين.
وفي وقت سابق أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور الثلاثاء المقبل طهران، حيث سيجري محادثات مع نظيريه الإيراني والتركي، في لقاء قمة جديد للدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا بخصوص سوريا.