براق النعماني وسحر ماكينة الخياطة

الصفحة الاخيرة 2022/07/20
...

 بغداد : نوارة محمد
 
جذبتهُ أشكال مكائن الخياطة، إذ ارتبطت لديه بذاكرة تجسد فقر تلك الأيام، تُذكره بالأمهات وظهورهن المنحنية، وهن يصممن ملابس تتناسب مع أحلام تلك المرحلة بهذه الماكينة التي لا تبتعد عن كونها تحفة فنية مركونة في بيوت بيروت ما بعد الصراعات. 
براق النعماني الذي انحدر من أسرة تحترف مهنة الخياطة، جذبتهُ انحناءات هذه الماكينة فقرر في لحظة تأملية أن يعيد شكلها بخيال خاص ونظرة متفردة، بدأت رحلة الشاب بعمر صغير بعد تفكيك ماكينة الخياطة لينظم إلى عالم مليء بشحنات مبهرة حيث الفن ونتاجاته، ويقول "كانت المرة الأولى التي عرفت أنني سأخوض تجربة مهمة مع مكائن الخياطة عندما عرضت ماكينة والدي على الحداد، إذ بدت قابلة للتغيير، لتنضم بشكل تجريدي إلى أشكال لطالما راودت أفكاري".  
النعماني الذي ورث مهنة الخياطة عن أسرته تخصص في تصميم الأزياء الفريدة من نوعها للفنانين، اختار أن يعبر عن رفضه لما يحدث لمدينة الجمال بيروت من نكبات تسببت بأذى كبير بهذه الأشكال، كما يضيف "لم أكن أنوي تغيير شكل هذه الماكينة ووظيفتها، لكنني أرى أنها آلة متعددة الجوانب، ففي بادئ الأمر استغربت أسرتي، لكنها سرعان ما أحبت هذا التغيير الحاصل، خاصة حينما بدأت المشاركة بالمعارض الفنية".
بعد أن شارك في العديد من المعارض الفنية، ولعل أبرزها في بيروت وباريس ارت فير، ونيويورك ليصبح كمن يشبهُ رواد فكرة إعادة بناء الأشياء والأشكال التي لطالما كانت جزءاً لا يتجزأ من تقاليد الأسر والبيوت والتحف، التي ترتبط بمدن تخوض الصراعات وتزامن الحروب، حيث الحاجة لمن يُعيد بهجتها وجمالها".