حيوا معي رجال المرور

الصفحة الاخيرة 2022/07/20
...

زيد الحلي 
 
لامست درجات الحرارة التي نشهدها حالياً في 
عدد من المحافظات، درجة الغليان، وهي درجة خطيرة 
جداً على الإنسان والماشية والزراعة وغيرها من الأمور الحياتية، وحسناً فعلت هيئة الأنواء الجوية في 
تحذيرها المواطنين من ضربات الشمس لما تمثله من خطورة، إذا ما تعرضوا لأشعة الشمس بشكل مباشر خلال هذه الأيام.
وهنا، أشير إلى رجال من نوع آخر، يتحدون الطبيعة (الحارقة) بأجسادهم، غير مبالين بالخطورة، 
منذ بدء لحظات سطوع الشمس، وما تحمله من حرارة قاسية، حتى وقت الغروب.. إنهم أبطال، نشاهدهم في كل الأوقات يؤدون واجباتهم في الحفاظ على سلامة السير في الطريق، وتنظيم المرور، في التقاطعات، وحث السائقين على عدم السرعة، فحرارة الجو تؤثر في كل أجهزة المركبات، والمساعدة في مرور المواطنين بسلام من هذه الجهة إلى تلك.. الخ.
أدرك، أن قلب القارئ، في هذا القيظ، في أشد حالات التعب، 
ولا أريد أن أتعبه بسيل من الكلمات الـ (تموزية)، وهي بالتأكيد 
كلمات تمثل نزف الروح، فالقليل هو من يستقبل ذلك النزف ويقرأه ويقدر عمقه وحجمة وألمه، مثلما أن القليل من يقرأ أنين الجواري 
على الورق ويقرأ صدق الحروف، لكن وقفة دقائق تحت 
الوهج الناري، كما يقف شرطي المرور اليوم، مؤدياً واجبه 
بتفان وشجاعة، يجعلنا نحس حرارة  فرن الحياة، وبكلمات نقية نطالب، بمزيد من الدعم لرجل المرور من قبل دائرته ومن المواطنين، فهو بحق نجم هذه الأيام، كما هو نجم كل الأيام.
لقد جربتُ الوقوف أمس لدقيقتين تحت هذا القيظ، لم أتحمل، فترحمت على من يؤدي واجبه وعمله من رجال شرطة المرور، فحرارة الجو التي تلفنا، شبيهة بالأثير الذي يتوارى خلف ضلوع الأسرار.. ماحياً كل أثر كان يوماً فوق الجـدار.. ويكتم اللوعة في صمت، ثم يدفن بقايا ما يرى في عمق جراح البوح...!
حيوا معي رجال المرور.