موسكو تدعو الغرب إلى عدم تسييس قضيَّة الحبوب

قضايا عربية ودولية 2022/07/20
...

 عواصم: وكالات
دعا نائب وزير الخارجيَّة الروسي سيرغي فيرشينين الغرب إلى عدم إقحام السياسة والأيديولوجيا في إمدادات الغذاء الروسية والأوكرانية للأسواق العالمية، بل السعي لبناء الفرص لتوفيرها، بينما تحتضن العاصمة التركية أنقرة الأسبوع المقبل اجتماعاً عسكرياً لمناقشة تصدير الحبوب الأوكرانية في ظل الحرب القائمة.
 
وأشار فيرشينين، في معرض تصريحاته للصحفيين، إلى أنه لم يتم الانتهاء من حل جميع القضايا حتى الآن، حيث عقدت اجتماعات مع النائبة الأولى للأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، وكذلك مع نائب الأمين العام، مارتن غريفيث، وأجريت اتصالات أخرى كانت فيها قضايا الأمن الغذائي على قائمة جدول المباحثات.
كذلك نوه بأنَّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زار موسكو في وقت سابق من هذا العام، وتحدث مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومع النائب الأول لرئيس الوزراء، أندريه بيلوأوسوف، وتابع فيرشينين، "من الضروري أن نفهم بوضوح الجوانب والمسارات المعنية، فالمسار الأول هو التصدير دون عوائق للمنتجات الزراعية الروسية والأسمدة والمواد الخام لإنتاجها. وبينما نسمع هنا وهناك على منصات مختلفة أنه لا توجد عقبات في هذا الصدد، إلا أنَّ الجميع يدركون جيدا أنَّ هناك عقوبات تفرضها الدول الغربية، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، على روسيا. وتلك تتنوع ما بين العقوبات المباشرة، وأخرى غير مباشرة. وبقدر ما يمكن الحديث عن أنَّ العقوبات لا تؤثر في أي شيء، إلا أنَّ الحقيقة أنَّ العقوبات هي ما يعرقل ويعيق توريد منتجاتنا الزراعية، والحديث يدور هنا عن 37 مليون طن من الحبوب في العام الحالي، و50 مليون طن من الحبوب في العام المقبل".
وأضاف فيرشينين أنَّ الغرب يحاول ترهيب المواطنين بالجوع، إلا أنه من الضروري "ألا ننخرط في أدلجة وتسييس هذه القضايا، بل يجب علينا أن نزيد من إمكانيات توفير مثل هذه الكميات الكبيرة من المنتجات الزراعية والأسمدة للسوق الخارجية، والتي بدونها سيتوقف الإنتاج الزراعي في كثير من البلدان".
وبهذا الصدد، والحديث لفيرشينين، "فقد أكدنا منذ البداية أنَّ تصدير المنتجات الأوكرانية ممكن، لكن ذلك لا يعتمد على روسيا، وإنما على الجانب الأوكراني. لسوء الحظ، يحاول عدد من الدول الغربية التزام صمت مخجل بشأن حقيقة زرع أوكرانيا للألغام في ميناء أوديسا وغيره من الموانئ، وكذلك في المياه الإقليمية، وهو ما جعل من عمليات الشحن أمراً مستحيلاً على المستوى 
العملي".
من جانبه، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عن خطة لعقد اجتماع عسكري بين تركيا وروسيا وأوكرانيا يحضره وفد أممي، لبحث إجراءات شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وقال أكار في اجتماع عبر الاتصال المرئي ضم رئيس هيئة الأركان التركية يشار غولر وقادة الجيش ونائبه: "تم التوصل إلى اتفاق على المبادئ العامة حول خطة لنقل الحبوب والأغذية، ونواصل جهودنا لتحويل الخطة إلى خطوات ملموسة، ومن المحتمل عقد اجتماع بهذا الصدد في الأسبوع المقبل".
في غضون ذلك، ذكرت المخابرات العسكرية البريطانية، أمس الثلاثاء، أنَّ روسيا تجد صعوبة في الحفاظ على قوة قتالية هجومية فعالة منذ بدء عملياتها في أوكرانيا، ومن المرجح أن تتفاقم المشكلة بشكل متزايد، وفق ما نقلت "رويترز".
وقالت وزارة الدفاع في إيجاز للمخابرات: "بالإضافة إلى مواجهة نقص حاد في الأفراد، يواجه المخططون الروس معضلة بين نشر قوات الاحتياط في دونباس أو الدفاع في ظل الهجمات المضادة الأوكرانية في قطاع خيرسون الجنوبي الغربي"، وأضافت أنه بينما قد تستمر روسيا في تحقيق المزيد من المكاسب، فمن المرجح أن يكون إيقاع عملياتها ومعدل تقدمها بطيئين للغاية.
ونبه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، أمس الأول الاثنين، إلى أنَّ عزل بلاده عن باقي العالم أمر مستحيل، قائلاً: إنَّ "على موسكو أن تركز على تطوير التكنولوجيا الخاصة بها ودعم الشركات سريعة النمو".