بغداد: نورا خالد
"أي شيء في العيد أهدي إليك" للفنان ناظم الغزالي، "باجر العيد يا نجوى" للفنان سعدون جابر، "عيدك مبارك حبيبي" للفنانة عفيفة اسكندر، فضلاً عن "يا ليلة العيد أنستينا" لأم كلثوم وغيرها.. أغانٍ كانت وما زالت حاضرة في ذاكرة العراقيين، تنبئ بقدوم فرحة العيد ونستمع إليها بتلذذ، وما إن تقترب أيام العيد، حتى نرى أغلب القنوات الفضائية تتسابق في بثها بين فقراتها طوال أيامه حتى تشعر الناس ببهجة العيد.
ولكن لماذا توقف الزمن عند هذه الأغاني من دون أن يكون هناك جديد، وحتى ما قدم حديثاً لم ينل من الشهرة ما نالته تلك الأغنيات؟
يقول الملحن إبراهيم السيد، إن "هناك سبباً رئيسياً واحدا، وهو أن أغاني المناسبات في القنوات العربية والعراقية كانت مدعومة من قبل الدولة، إذ إن الملحن والمطرب والشاعر لهم أجورهم، فضلاً عن مكافآت، فلا يضطر الفنان لدفع تكاليف الأغنية التي قد تتجاوز آلاف الدولارات، أما الآن فليس هناك داعم لها فبدأت تختفي أغاني المناسبات بصورة عامة، والعيد بصورة خاصة، فالمطرب غير مضطر لتسجيل أغنية بآلاف الدولارات لتبث على أكبر تقدير يومين أو ثلاثة أيام ثم تختفي، لذلك أصبح الاعتماد كبيراً على الأغاني القديمة التي سجلت سابقاً".
تعدُّ هذه الأغاني في نظر الكثيرين رمزاً للطفولة والحنين إلى الماضي، ولا يمكن الإحساس بطعم العيد من دون الاستماع لها، لما تحمله من بهجة وأمل وهنا يكمن سر خلودها إلى الآن.
الباحث الموسيقي حيدر شاكر أشار إلى أن أغاني العيد حضرت معنا مذ كنا صغاراً، خاصة من خلال ذلك النص الشعري "خرجت يوم العيد بملبسي الجديد"، الذي كان من نظم أحد شعراء محافظة بابل.
وأضاف شاكر: نحن كجيل الخمسينيات تربينا على أغاني أم كلثوم "ليلة العيد"، وهناء مهدي "الليلة عيد"، فضلاً عن ما قدمه المطربون والمطربات من أغانٍ ما زالت عالقة في الذاكرة، ولم تأتِ أروع منها، مستدركاً "الذائقة تغيرت من جيل لآخر بحكم الظروف التي طرأت على عالم الغناء عموماً، ومن ذلك غناء العيد، فهناك أغانٍ حديثة، إلا أن ذائقتنا لا تميل إلى ما يقدم من أعمال للعيد، بسبب ثقافة الأجيال، كل حسب الفترة الزمنية التي يعيشها". ويعلل شاكر عدم تسجيل أغانٍ جديدة للعيد إلى السبب المادي، "اعتكاف الملحنين عن أغاني العيد سببه مادي، فالكثير يفكرون بأن أغاني العيد تبث فقط بمناسبات الأعياد وهذا باعتقادهم لا ينفع الفنان". أما الملحن رحيم هاشم فأوضح أن "السر وراء نجاح تلك الأغاني وخلودها، كون كلماتها صادقة وقريبة من المتلقي، كما أن المطربين أدوها بطريقة كلاسيكية بعيدة عن الإيقاع السريع الذي نراه حالياً في معظم الأغاني".
ويبين هاشم أن "التكاليف الباهظة التي يجب على الفنان دفعها في حال أراد تسجيل أغنية لمناسبة وراء اختفاء او قلة أغاني العيد، فسابقا كانت هذه الأغاني تسجل بطلب من المسؤولين في القناة الرسمية، أما الآن فلا يوجد مثل ذلك".