الكرد يخفقون في الاتفاق على مرشح رئاسة الجمهورية

العراق 2022/07/27
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب 
 
نفت قيادات في الإطار التنسيقي وجود أي اعتراض رسمي من قبل الكتل السياسية على ترشيح النائب محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء، في وقت أشارت فيه أغلب التصريحات الصادرة عن الأطراف المعنية إلى إخفاق الحزبين الكرديين "الديمقراطي" و"الاتحاد الوطني" في التوصل إلى اتفاق بخصوص تقديم المرشح لرئاسة الجمهورية.
في أول لقاءاته السياسية عقب ترشيحه، التقى النائب محمد شياع السوداني مرشح الإطار التنسيقي لمنصب رئيس الوزراء، زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، أمس الثلاثاء.
وقال المكتب الإعلامي لتيار الحكمة في بيان: إن "الحكيم استقبل بمكتبه في بغداد محمد شياع السوداني المرشح لرئاسة الحكومة القادمة، مباركاً له تكليف قوى الإطار التنسيقي، ومتمنياً له السداد والتوفيق في المهمة القادمة وإن كنا لا نشارك في حكومته".
وأكد الحكيم "على أهمية تشكيل حكومة خدمة وطنية قادرة على تحقيق تطلعات الشعب العراقي وتلبية مطالبه العاجلة، مع ضرورة الأخذ بالأولويات ضمن برنامج مركز ومقتضب مع تمكين شخصيات كفوءة ونزيهة بعيداً عن المحاصصة"، داعياً إلى "النزول الميداني والاقتراب من الناس والاهتمام بالمحافظات وتنويع مصادر الدخل وإدامة الزخم الأمني والحفاظ على المكتسبات"، مشدداً على "التوازن في العلاقات الداخلية والخارجية"، مبيناً أن "مصلحة العراق بانفتاحه على الجميع بما يضمن مصالحه ويحفظ سيادته".
كما استقبل الحكيم في السياق نفسه، السفير البريطاني في العراق مارك برايسون.
وذكر بيان للحكيم، أنه "تداول مع السفير، تطورات المشهد السياسي العراقي والعلاقات الثنائية بين العراق وبريطانيا، وأكدنا أهمية تطوير علاقات البلدين بما يضمن مصالح الجميع ويحفظ سيادة البلدين ويعمق علاقاتهما".
وأوضح الحكيم، وفقاً للبيان: "بيّنا طبيعة اختيار الإطار التنسيقي لمرشح رئيس الحكومة القادمة، وأشرنا إلى أهمية الإجماع داخل الإطار على مرشح رئيس الحكومة"، مشدداً على "ضرورة تشكيل حكومة خدمة وطنية قادرة على تقديم الخدمات وتوفير فرص العمل وتحقيق الإصلاحات المطلوبة وفق أولويات محددة، كما أكدنا أهمية التوازن الداخلي والتوازن في العلاقات الإقليمية والدولية".
إلى ذلك، قال عضو مجلس النواب والنائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني النيابية، جياي تيمور، في حديث لـ"الصباح": إن "الحزبين الكرديين لم يتفقا بعد على شخصية محددة لمنصب رئيس الجمهورية، ومازال هناك أمل أن يجتمع الحزبان الكرديان في اجتماع حاسم لتحديد شخصية تمثل الكرد وهو الأفضل بحسب اعتقادنا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وذلك أفضل من أن نذهب بمرشحين اثنين، وعلى البيت الكردي أن يتفق داخلياً بترشيح شخصية تشغل المنصب من دون إملاءات وتأثيرات القوى السياسية الأخرى".
وبيّن أن "فرص مرشح الديمقراطي مازالت قائمة وبقوة، ونطالب قوى الإطار التنسيقي بأن لا يضغطوا كثيراً على الكرد، وهناك عدة أيام وربما أسابيع أخرى لنتفق على مرشح واحد للمكون الكردي وباتفاق جميع القوى بضمنها القوى الكردية الرئيسة البارتي واليكتي".
من جانبه، بين المحلل السياسي، جاسم الغرابي في حديث لـ"الصباح"، أنه "في كل الأحول فإن اتفاق الإطار على ترشيح رئيس الوزراء خطوة متقدمة وسوف تصطدم بمشكلات أخرى، إذ هناك التيار الصدري الذي لن يبقى مكتوف الأيدي إزاء هذه الخطوة".
وأضاف أن "الكرد غير متفقين على رئيس جمهورية ولا يمكن تشكيل حكومة أو تكليف رئيس وزراء إلا بعد اختيار رئيس الجمهورية، لذلك أعتقد أنه لو تم الضغط على مسعود بارزاني لغرض التنازل لبرهم صالح فسيكون هناك ثلث ضامن أو انسحاب الحزب الديمقراطي الكردستاتي مما يؤدي إلى فشل العملية 
السياسية ".
ونبه إلى أنه "في كل الأحوال ومع جميع هذه المحاولات نحن ذاهبون إلى تمديد لحكومة الكاظمي ثم إجراء انتخابات مبكرة إلا في حال اتفق الكرد على مرشح رئيس الجمهورية، وقد تكون النتائج سلبية في الأيام المقبلة".
في سياق متصل، ذكر القيادي في الإطار التنسيقي تركي العتبي، أنه "بعد مرور 24 ساعة على إعلان الإطار التنسيقي رسمياً اختيار محمد شياع السوداني كمرشح وحيد لتشكيل الحكومة المقبلة لم نرصد أي موقف سلبي من قبل أي حزب أو تيار أو تحالف سياسي حتى الآن، بل العكس كانت كل الرسائل إيجابية وترحب بقرار الإطار".
 
تحرير: محمد الأنصاري