حسن العاني
السيد رئيس التحرير المحترم
لقد تعرضت لأذى شديد (نفسي وجسدي ومالي)، من قبل محررة تعمل في جريدتكم الغراء، اسمها (ثريا جواد) بعد أن قامت بنشر موضوع مترجم، تتوسطه صورة صغيرة ملونة للممثلة (مارلين مونرو)، وأشهد أن الصورة تجبر الرجال والنساء على فتح عيونهم إعجاباً وعجباً ودهشة من هذه الكائنة، التي لا تشبه نسوان المحلة ولا المحافظة.
سيدي الرئيس، لا غبار على ما أقدمت عليه المحررة (المترجمة)، حيث وجدت نفسي وقد انشغلت بابتسامة مونرو وتسريحة شعرها، ولم اقرأ المادة الصحفية المترجمة- وليتني بقيت على انشغالي – فما أن قرأت الموضوع حتى توترت أعصابي، وأصابني من الغم ما يفتت الحجارة، ذلك لأن المترجمة، السيدة ثريا، تخبرنا بأن هذه اللوحة (البورتريت)، قد اكتسحت في أسعارها كل ما سبقها من أسعار امبريالية، وتخطت زعيم الأسعار الفلكية بيكاسو!
(اندي وار بول) هذا هو اسم الرسام إذا لم تخذلني الذاكرة، وهنا تحديداً بدأت محنتي مع المترجمة التي ذكرت بأن سعر البورتريت قد وصل إلى (200) مليون دولار، أي قرابة (300) مليار دينار عراقي.. لم أصدق لأول وهلة، ولكن بعد قراءة الموضوع مجدداً، تعرضت إلى هزّة نفسية عنيفة، ليس لأن هذا المبلغ أكبر من ميزانية وزارة الثقافة، بل لأنني رأيت أمام عيني رؤية الصاحي، أعظم رسامينا وأدبائنا ومبدعينا، وكل واحد منهم يسرع الخطى إلى الجهة التي ينتمي إليها، لكي يجدد هويته ويدفع (100) ألف دينار أو أكثر بكثير لتجديد هويته ، ولكي يملأ استمارة و.. من أجل الحصول على منحة (سنوية) قدرها (600) الف دينار، أي (50) ألف دينار شهرياً. وعلى الفور تم نقلي إلى أقرب مستشفى حكومي بسبب الآلام المفاجئة، التي فاقت قدرتي على الاحتمال، وظهر أنني أعاني من التهاب القولون العصبي، ولأن المستشفى لا يعطي دواء لمرضاها، وإنما يحدد لهم نوع العلاج وعليهم شراؤه من الصيدليات الخارجية، فقد دفعت (13) ألف دينار ثمن العلاج.. لذلك أرجو تغريم السيدة ثريا هذا المبلغ، آملاً في الوقت نفسه ألا تكون العقوبة بقطع (3) أيام من راتبها فهذا لاينفعني في شيء، كما آمل أن تقوم المحررة بدفع المبلغ من جيبها وليس من جيب (الصباح)، لأن الجريدة بحجة (الموازنة المعطلة) لن تدفع المبلغ لي إلا بعد سنة أو سنتين وبالتقسيط في حال إقرار الموازنة.
تقبلوا سيادة الرئيس وافر الامتنان مع ثقتي العالية بأنني لن احصل على التعويض، لا من الجريدة ولا من ثريا خاتون.