بيروت: جبار عودة الخطاط
يحضر ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان مع فلسطين المحتلة بقوة بعد زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت، وثمة من بات يتحدث عن عرض يحمله الأخير باستعداد إسرائيل للتخلي عن حقل قانا كاملاً نضير تعويضات مالية كبيرة، بالمقابل مثّلَ تأكيد أمين عام حزب الله بجاهزيته لجلب النفط الإيراني مجاناً، مادة سجالية للفرقاء بين مرحب ومشكك ورافض، بينما مازالت البلاد تغرق في العتمة جراء أزمة المحروقات الحادة.
وتعثرت الخطوات التي كانت تعوّل عليها وزارة الطاقة اللبنانية باستيراد الكهرباء والغاز من كل من الأردن ومصر بالرغم من الجهود التي بذلتها الوزارة، ويبدو أن الأمر متوقف على ضوء أخضر يأتي من واشنطن ليأخذ الموضوع صيغته العملية، بينما يشير آخرون إلى صعوبات في تمويل المشروع من قبل البنك الدولي الذي يطالب الحكومة اللبنانية بالانخراط في خطوات فعلية في الإصلاح في مجال الطاقة وفي المجالات الحيوية الأخرى.
مساعد وزير شؤون الخارجيّة الإيرانيّة محمد صادق، بدوره شدد أمس الأحد على أنّ «الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي أحد أكبر مصدّري الطّاقة في المنطقة، وقد أعلنَت مراراً أنّها تقف إلى جانب الشعب اللبناني داعمةً»، معلناً في تصريح على مواقع التّواصل الاجتماعي، أنّ «طهران مستعدّة لاستضافة الاخوة اللّبنانيّين، للتباحث بشأن المحروقات الّتي يحتاجها بلدهم الشّقيق»، مشيراً إلى «أنّنا لسنا من الّذين يتخلّون عن أصدقائهم في الأيّام الصّعبة».
بينما صرح زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مشككاً في العرض الإيراني عبر تغريدة له في «تويتر» بالقول: «وافق وزير الطاقة اللبناني وليد فياض على قبول هبة الفيول الإيراني. فلننتظر هذه الهبة ولنتحضر للكهرباء في منازلنا»، وجعجع سبق أن طالب الحكومة اللبنانية الاسبوع الماضي بالموافقة على عرض السيد نصر الله باستجلاب النفط الإيراني، مشككاً في جدية إتمام ذلك، أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب فخاطب الحكومة اللبنانية أمس الأحد قائلاً: «إنني أدعو الحكومة اللبنانية للاجتماع بشكل استثنائي تفادياً للانهيار الشامل واتخاذ قرار بقبول الهبة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتقديم الفيول لتشغيل معامل الكهرباء منعاً للانهيار الشامل بهدف إخضاع لبنان لشروط العدو الإسرائيلي وتخليه عن حقوقه في استخراج النفط والغاز من حقوله البحرية».
في غضون ذلك، ينتظر لبنان المعطيات التي يقدمها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي حط رحاله أمس في بيروت في مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة ليتسنى للبنان استثمار ثروته من الغاز في البلوكات اللبنانية من البحر الأبيض المتوسط، في وقت أشارت فيه معلومات متداولة في بيروت أمس الأحد إلى عرض إسرائيلي يحمله هوكشتاين باستعداد تل أبيب للتخلي عن حقل قانا كاملاً نظير تعويضات مالية كبيرة يقدمها لبنان وهو ما تؤكد بيروت - والكلام لمصادر لبنانية - بأنها غير قادرة على دفع مثل هكذا تعويضات ولبنان خسر الكثير جراء سياسة إسرائيل في مقاربة ملف الحدود.
في السياق، صرّح النائب جميل السيد، على حسابه في «تويتر» أمس الأحد بقوله: «يحضر هوكشتاين حاملاً جواب إسرائيل على موقف لبنان من حقوقه البحرية أي (حقل قانا لنا وحقل كاريش لكم)».
وأضاف, «في لبنان فريق يتوقع هوكشتاين حاملاً قمحة وفريق يتوقّع شعيرة»، وأردف»بحسب التجربة، إسرائيل ستقدّم قمحة مربوطة بشعيرة، مثلاً: «حقل قانا لكم مقابل أن نقتطع مساحة بحرية من عندكم»، وختم بالقول: «سنرى».