بيروت: جبار عودة الخطاط
تمتد الأزمة السياسية في لبنان وتأخذ وتيرة معقدة على وقع جنون الدولار الذي بدأ يقترب من عتبة الخمسين ألف ليرة، بينما أكدت مصادر صحفية أن ملف رئاسة الجمهورية بات محسوماً لقائد الجيش جوزف عون وأن المسألة مرهونة بالوقت ليس إلّا، في حين كشف النائب مروان حمادة عن أن "ظروف انتخاب الرئيس لم تنضج؛ لا داخلياً ولا خارجياً" ! .
وفي الوقت الذي يشهد فيه شتاء لبنان صقيعاً وعواصف شديدة لا سيما في مناطق البقاع حيث يتعذر على الكثير من الناس تأمين الوقود اللازم تستمر حالة الجمود والانجماد السياسي تصاحبها الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة. ملف الشغور الرئاسي بكل تعقيداته بات هو الأبرز، حتى تشكيل حكومة المكلف نجيب ميقاتي بات ملحقاً به، إذ لا يمكن تقديم التشكيلة الحكومية - إن تم الاتفاق عليها- إلى رئيس الجمهورية الغائب في خضم تركيبة نيابية ملتبسة، ويبدو اسم قائد الجيش العماد جوزف عون هو الأقرب لتسلم مفاتيح قصر بعبدا الرئاسي وهو الأرجح في بورصة الأسماء، مصادر صحفية أشارت أمس الثلاثاء إلى أن رئاسة الجمهورية باتت محسومة لصالح قائد الجيش جوزف عون على الصعيدين الخارجي واللبناني، ويبقى النقاش بين المعنيين راهنا حول التوقيت، لافتة إلى أنّ منهم من يراه في غضون شهر على أبعد تقدير، وتفيد المعلومات بأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يسعى إلى تفعيل حراكه السياسي للقاء الفرقاء السياسيين، والانفتاح على (خصومه السياسيين) كما حصل في لقاء الجمعة الماضي مع السياسي المخضرم وليد جنبلاط، حيث تشير التسريبات إلى أن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب يعمل على ترتيب لقاء مهم يجمع بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعيداً من الإعلام، وسيكون الملف الرئاسي على رأس ما يتم تداوله في هذا اللقاء إن تم، في حين كشف عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة أمس الثلاثاء عن أنه "كما أن الجلسات العشر التي انعقدت في البرلمان لانتخاب الرئيس العتيد كانت بلا جدوى، فإن الاتصالات واللقاءات السياسية لن تفضي إلى نتيجة" وأضاف أن "ظروف انتخاب رئيس للجمهورية لم تنضج؛ لا داخلياً ولا خارجياً، اللقاءات غير المعهودة التي بدأت تبرز في الأيام الماضية كما حصل في زيارة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، لن تقود إلى حلّ، لذلك نرى أن كلّ طرف يغرّد خارج الأجواء العامة التي تدلّ على أن تعقيدات الوضع الإقليمي على حالها". بدوره قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم: " للرئيس مواصفات، ونحن نريد رئيساً مجرباً بالسياسة، قادراً على التواصل مع الجميع داخلياً وخارجياً، أولويته الإنقاذ الاقتصادي، لا ينحاز ولا يستفز ولا يخضع للإملاءات الخارجية، وهذه صفات نستطيع أن نبني عليها"، واعتبر في حديث إذاعي، أن "علينا الذهاب إلى حوار والاتفاق على أن يكون هذا الحوار مبنياً على أولوية المعالجة الاقتصادية والإنقاذ وترحيل القضايا الخلافية إلى مرحلة لاحقة، ونحن نسعى لأن يكون هناك رئيس للجمهورية في أسرع وقت".
النائب غسان سكاف ذكر من جهته "أننا نستكمل المساعي التي بدأنا فيها قبل الفراغ بالرغم من أننا وصلنا إلى أفق مسدود، ودولار الفراغ إلى تصاعد، والمناخ السياسي مقبل على انسداد غير محدود". ولفت سكاف، إلى "أننا اليوم أمام 3 حلول: إما الحوار في مجلس النواب لكونه المؤسسة الدستورية الوحيدة التي تعمل، أو حوار بالشارع، أو اللجوء إلى التدخل الخارجي مع الأخذ بعين الاعتبار أن الخارج لديه فتور تجاه لبنان". أما رئيس حركة "النهج" النائب السابق حسن يعقوب، فقال عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي: إن "الأرصاد الجوية تتحدث عن ثلوج وصقيع في البقاع وكثير من المناطق، الدولار صعودا والليرة نزولا، يعني أن الكارثة تتفاقم، ويتحدثون بسخافة عن انتخابات الرئيس والكتل النيابية وإشارات الخارج". وأضاف يعقوب "اعلموا أنه أمام الشعب الفقير والبائس أنتم، وختم التاريخ لن يرحمكم".