ترجمة: شيماء ميران
هناك في أقصى شرق الأراضي الإيرانية، قرب الحدود مع أفغانستان، تقع قرية ماخونيك.
القرية، التي كان يسكنها منذ قرن مضى أناس من قصار القامة. أما اليوم، فتضم 200 منزل تقريباً مبنية من طوب اللبن، أغلبها واطئة الارتفاع بشكل استثنائي.
لذلك يُشار إليها أحياناً باسم "ليليبوت"، وهي دولة خيالية يسكنها أشخاص تبلغ أطوالهم 15 سم كما تم وصفهم في كتاب "رحلات جاليفر" للكاتب الإيرلندي جوناثان سويفت.
تقع ماخونيك على بعد 143 كم من بيرجند، عاصمة خراسان الجنوبية، وتتميز بمنازل مبنية بهندسة استثنائية واطئة الارتفاع، تكون ذات مداخل ضيقة لا يمكن دخولها دون الانحناء.
عادة ما تعاني المدينة من العزلة والتضاريس القاحلة، ما جعل الهندسة المعمارية وتربية الحيوانات فيها تتحدى الناقلات.
وبالبحث عن الأسباب، يعزى الأمر إلى سوء التغذية ومياه الشرب المليئة بالزئبق، ونظراً للعزلة التي تعيشها المدينة زادت نسبة الزيجات الأسرية التي تسببت في النهاية بجينات معيبة، التي قد تكون أدت إلى التقزم.
ظهرت مدينة ماخونيك في الأخبار لأول مرة عام 2005، بعد اكتشاف جثة محنطة طولها 25سم فيها. ما عزز الاعتقاد بأن هذه المنطقة النائية كانت ذات يوم موطناً للأقزام. وخلصت الدراسات اللاحقة إلى أن المومياء كانت في الواقع طفلاً خديجاً مات منذ حوالي 400 عام.
واليوم، تحسنت ظروف سكانها الحياتية نوعاً ما، نظراً لتحسن المعايير الحياتية منذ منتصف القرن العشرين، وبعد مد الطرق وتزايد أعداد المركبات، قلل ذلك من عزلتهم.
ولا تزال الهندسة المعمارية الفريدة لمنازل القرية، وخلفيتها التاريخية تعد أماكن لم تستغل سياحياً.