بيروت: جبار عودة الخطاط
بعد تدخل "مصرف لبنان" للجم الارتفاع الصاروخي للدولار، رأى معنيون أنَّ المصرف استخدم أموال المودعين في قراره الأخير، فيما كشف مسؤول قضائي لبناني عن أنَّ "مدّعين عامّين وقضاة تحقيق من ألمانيا ولوكسمبورغ وفرنسا، سيصلون إلى بيروت بين 9 و20 كانون الثّاني المقبل، للتحقيق في قضايا ماليّة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة".
وكان الدولار قد سجل رقماً تأريخياً أطاح بالليرة اللبنانية أمس الأول الثلاثاء، حينما لامس سعره الـ 48 ألف ليرة قبل أن يتدخل "مصرف لبنان المركزي" بضخ دولار في السوق من خلال عرض شراء الليرات اللبنانية وبيع الدولار على سعر صيرفة ٣٨٠٠٠ليرة.
النائب جميل السيد قال في تصريح له أمس الأربعاء: "في لبنان يكذبون ويقولون لكم (الدولار يُهرَّب للخارج والغاز في بحر الناقورة سينقذنا)، كلا، حيثما يوجد فساد وطائفية وتقاسُم حصص يكون الانهيار حتميّاً".
وكان حاكم "مصرف لبنان" قد أصدر قراراً مساء أمس الأول الثلاثاء" برفع سعر sayrafa ليصل إلى ٣٨٠٠٠ ليرة، ليشتري عبرها المصرف كل الليرات اللبنانية ويبيع الدولار على هذا السعر، مبيناً أنه يمكن للأفراد والمؤسسات - ودون حدود - بالأرقام أن يتقدموا من جميع المصارف اللبنانية لتمرير هذه العمليات، مما جعل سعر الدولار يسجل تراجعاً ملحوظاً في السوق الموازية.
إلى ذلك، كشف مسؤول قضائي لبناني أنَّ "وفودًا تضمّ مدّعين عامّين وقضاة تحقيق ومدّعين عامّين ماليّين من ألمانيا ولوكسمبورغ وفرنسا، ستصل إلى بيروت تباعًا بين 9 و20 كانون الثّاني المقبل، بهدف استكمال تحقيقات عالقة في قضايا ماليّة مرتبطة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة"، مضيفاً أنَّ "السّلطات المعنيّة في الدّول الثّلاث أبلغت النّائب العام التّمييزي في لبنان غسان عويدات، أنّها تنوي التّحقيق مع سلامة ومسؤولين في مصرف لبنان، ومدراء مصارف تجارية"، لافتًا إلى أنَّ الوفود القضائيّة لم تطلب مساعدة القضاء اللبناني، "بل جلّ ما فعلوه هو إخطار لبنان بمواعيد وصول الوفود وتاريخ الاستجوابات الّتي سيجرونها، وأسماء الذين سيخضعون للتّحقيق، وبينهم سلامة".
يذكر أنَّ حاكم مصرف لبنان يواجه منذ أشهر عدة قضايا مالية في دول أوروبية على خلفية اتهامات بتهريب أموال طائلة غير إنه ينفي ذلك.