وكالات
مرض التصلب المتعدد، هو مرض يصيب الجهاز العصبي. ولأن أعراضه ليس من السهل دائما التعرف عليها، فغالبًا ما يكون التشخيص صعبا. إنه مرض يصيب الأشخاص الأصغر سناً بشكل رئيس. فما هي العلامات التي تشير إليه وكيف يمكن التعامل معه؟
لا تزال الأسباب الدقيقة لهذا المرض مجهولة إلى حد كبير. لكن الأمر المعتاد له هو وجود خلل لدى خلايا مناعية فتتحرك بشكل خاطئ مستهدفة الأعصاب وتهاجمها، ما يؤدي إلى الالتهاب والألم في جسم المصاب. ويوصف هذا المرض بأنه "صاحب الألف وجه"، لأن التصلب المتعدد، يظهر بشكل مختلف من مصاب إلى آخر، وغالبا ما تظهر أعراض مجتمعة عدة. ويحدث التصلب المتعدد نتيجة لوجود التهابات في الدماغ والحبل الشوكي، مما يعطل وظائف الأعصاب في الجسم.
الإصابة والعلاج
ويمكن القول إنه عند الإصابة بهذا المرض تكون هناك "برمجة خاطئة لأجزاء من جهاز المناعة"، إذا جاز التعبير.
ولأن خلايا المناعة تتوجه هنا ضد جسم سليم، يوصف مرض التصلب المتعدد بأنه أحد "أمراض المناعة الذاتية". ويفترض الباحثون عموماً وجود عدوى فيروسية تبدو غير ضارة بداية في مرحلة الطفولة أو المراهقة وتكون هي السبب الرئيس للإصابة بالتصلب المتعدد. وبسبب الإصابة الفيروسية يتأثر نشاط الجهاز المناعي بشكل دائم. وتظهر العلامات الأولى للمرض في الغالب بين سن العشرين والأربعين عاماً، لكن في بعض الحالات تظهر أيضًا في مرحلة الطفولة والمراهقة. ومن النادر الإصابة به بعد سن الستين.
كما أن من أهم العلامات والأعراض المبكرة لمرض التصلب المتعدد، هي: اضطرابات حسية في الذراعين أو الساقين "وخز وتنميل وخدر"، وأضطرابات بصرية "عدم وضوح الرؤية"، "غشاوة" على العين، ازدواج الرؤية، وكذلكز اضطرابات في وظيفة العضلات "ضعف القوى، شلل وتصلب عضلي".
أما أعراضه فهي غير محددة، مثل "اضطرابات المثانة، واضطراب الكلام والمشية غير المستقرة".
ومع تقدم المرض، قد تظهر أعراض أخرى أو قد تتفاقم الأعراض الموجودة بالفعل. ويمكن أن تظهر المزيد من علامات الشلل أو يكون هناك إرهاق شديد وقصور في الانتباه واضطرابات في التركيز واكتئاب وآلام ودوخة وكذلك ضعف جنسي.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد حتى الآن علاج لمرض التصلب المتعدد. إلاّ أن هناك طرقاً مختلفة لجعل الحياة مع المرض أسهل ما يمكن للمصابين به.
ويعتمد علاج هذا المرض بشكل أساسي على أربع ركائز، هي: تثبيط رد الفعل على الالتهابات في حالة وجود نوبات حادة، وقف تطور المرض، إطالة المدة التي تقل فيها أعراض المرض أو الحد من وجودها والتخفيف من أعراض المرض عند وجودها.
التعايش مع المرض
الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى حدوث نوبات من الهياج، ولذلك يجب تجنبه ، وفقًا عن جمعية التصلب المتعدد في فيينا. ولهذا يجب أن يشمل علاج المرض أيضاً جلسات نفسية واجتماعية، من شأنها أن تساعد المصابين في معرفة كيفية التعامل بشكل أفضل مع المواقف العصيبة.
ولم يتضح بعد كيف يؤثر النظام الغذائي في تطور المرض. ولا يوجد نظام غذائي موصى به بشكل خاص، ولكن يُنصح المصابون بتناول الطعام بشكل متوازن قدر الإمكان، مع اتباع نظام غذائي صحي، كما يجب تجنب الكحول والنيكوتين.
وفقًا لجمعية التصلب المتعدد في فيينا، فإن التدخين على وجه الخصوص يمكن أن يعزز مسار المرض بشكل أكثر
شراسة.
وينبغي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في الحياة اليومية، إن كانت هناك قدرة على ذلك، فقد ثبت أن الحركة وممارسة الرياضة لهما أيضاً تأثير إيجابي على نفسية المصابين.