شنغهاي: بي بي سي
عندما أصيب والد السيد تشين، البالغ من العمر 85 عاماً، بكوفيد، كان من المستحيل تأمين سيارة إسعاف أو زيارة طبيب.
وعندما ذهب تشين بوالده العجوز إلى مستشفى تشاويانغ في بكين، طلبوا منه البحث عن مستشفى آخر، أو الجلوس في الدهليز بالمحاليل الوريدية معلّقة لوالده.
يقول تشين: "لم يكن ثمة سرير واحد، ولا جهاز تنفس صناعي، ولا أي معدّات طبية في المستشفى". ولكنه تمكّن في نهاية الأمر من تأمين سرير في مستشفى آخر، وقد تمّ له ذلك عبر اتصالات خاصة بأشخاص على صلة بوالده المريض الذي كان يعاني التهاباً حاداً في الرئة.
وقد تعافى الآن والد تشين، لكن الابن يخشى من عدوى لاحقة في المستقبل قد تودي بحياة والده.
ويرى تشين أن ثلاث سنوات من تدابير الوقاية من كوفيد ضاعت هباء، لأن السلطات تسرّعت في تخفيف تلك التدابير، دونما تحضير، وفي ظل ذلك أصيب كثيرون بالعدوى.
يقول تشين: "العدوى ستتفشى مجدداً، وحينذاك سيكون على كبار السن أن يواجهوا مصيرهم".
وأُسدل الستار على ستراتيجية "صفر كوفيد" الصينية، عندما فتحت البلاد حدودها للرحلات الدولية.
ومع انتهاء عمليات الفحص الجماعي والحجر والإغلاقات، تتخوف أسر صينية مثل أسرة تشين مما ينتظرها في المستقبل.
لكن شباباً صينيين أصغر سِناً، لم يرغبوا في الإفصاح عن أسمائهم، يشعرون بخلاف ما يشعر به تشين وأقرانه من الكبار.
بل إن بعض هؤلاء الشباب يعرّضون أنفسهم طواعية للعدوى. ومن هؤلاء شاب في شنغهاي يبلغ من العمر 27 عاماً، قال إنه "عرّض نفسه طواعية للفيروس".
ويفسّر الشاب الذي يعمل في مجال التكنولوجيا ذلك قائلا: "لأنني لا أرغب في تغيير خطتي لقضاء العطلة. وحتى يتسنى لي الاطمئنان بأنني لن أصاب مجدداً بالعدوى في أثناء العطلة".
وفي شنغهاي أيضاً، قالت امرأة تبلغ من العمر 26 عاماً أنها "زارت صديقتها المصابة بكوفيد لكي تلتقط منها العدوى".
لكنها أقرّت بأن تعافيها لم يكن سهلاً. وأضافت عن ذلك: "ظننت أن الأمر سيكون مثل الإصابة بنوبة برد، لكنه كان أكثر
إيلاماً".
وتقول امرأة في الـ 29 من عمرها وتعمل في شركة حكومية مقرّها في جياشينغ بمقاطعة جيجيانغ شمالي البلاد، أنها فرحت جداً لدى سماع أخبار إعادة فتح الحدود، وذلك لأنها تتشوق للسفر إلى أجزاء أخرى من الصين لحضور حفلات موسيقية كما كانت تفعل قبل تفشي كوفيد.
وتقول "فقط أريد أن تعود الحياة إلى طبيعتها. لكنني في الوقت نفسه أخشى على كبار السن".
وفي المدن الكبرى على الأقل، عاود الناس ارتياد مراكز التسوق والمطاعم والمتنزهات، بل وشوهدت طوابير للحصول على تأشيرات سفر وتصاريح سياحية.
لكن خلف المدن الكبرى، هناك في الريف الصيني، يصعب الوقوف على ردّ فعل الناس إزاء تغيير الحكومة موقفها هكذا بشكل كامل من الفيروس الذي ظلت على مدى ثلاث سنوات تصفه عبر وسائل الإعلام الحكومية بأنه التهديد الخطير للمجتمع الصيني.
وترى السيدة لي، البالغة من العمر 52 عاماً، أن الحكومة كانت على صواب في تطبيق ستراتيجية "صفر كوفيد" في العامين الأولين، لكن ذلك كان يجب أن ينتهي مع أوائل عام 2022.
وتضيف: "ها نحن الآن أخيراً قد تخففنا من كل التدابير، لكن على نحو مفاجئ للغاية. وقد كان يمكن للحكومة أن تقوم بالأمر على مراحل، وفي مناطق قبل غيرها. هذا فضلاً عن أن الشتاء هو أسوأ فصل يمكن أن يتم فيه ذلك. لماذا لم يتم الانتظار لحين قدوم الربيع؟".
وتختتم لي بالقول: "2022 كانت الأسوأ علينا. ولا يسعني إلا أن أصلّي كي لا تكون 2023 سنة سيئة".