د. علاء هادي الحطاب
اعتاد الخليجيون وبالأخص أهل الكويت أن يجيبك بكلمة “ بصراااا” إذا سألته عن أحواله وكانت جيدة جدا وبخير، فإذا أراد أن يبالغ في سلامته وحُسن حاله أجابك بذلك، وربما أجيال خمسينيات وستينيات الشعب الخليجي اعتادت
ذلك.
إقامة بطولة خليجي البصرة 25 وما رافقها من مشاهد جميلة كانت بدايتها استقبال أهالي البصرة الكرام لضيوفهم وحفاوة الترحيب وشجاعة الكرم التي أظهروها، تركت انطباعا ممتازا لدى الوافدين إليها سواء كانوا وفودا رياضية أو إدارية أو صحفية، وما زاد من بصرتنا “ بصراااا” أي خيرا وجمالا وحُسن حال، هو جمالية افتتاحية البطولة وما رافقها من عرض فني جمالي وحضور جماهيري كبير جدا فاق كثيرا قدرات الملعب والجهات المنظمة.
إن دل ما جرى ويجري في البصرة من جمال وتقدم وحسن إدارة على شيء، فإنه يدل بشكل لا يقبل الشك أن الإرادة إذا توفرت، تصنع المستحيلات، فالخدمات والسياحة والأمن والاقتصاد والتنمية كلها ستتوفر وبشكل سريع، فالبصرة نجحت حتى الآن في استضافة أول بطولة بعد مرور أربعين عاما على آخر بطولة استضافها العراق، مع ما حملته هذه السنين العجاف من حروب وحصار وإرهاب وتطرف وفساد، فالإدارة السياسية والإدارية والاجتماعية أكدت أن توفرها يصنع المستحيلات وليس الخدمات فقط.
نعم كان لوجود الشركات الأجنبية المتخصصة دور إيجابي في ما تحقق وسيتحقق في مجالات مختلفة، وبالمقابل كانت هناك أخطاء، وحدوث تلك الأخطاء حتما أنه غير مقبول، لكنه ربما يكون مبررا بسبب كل تداعيات الأربعين عاما الماضية بكل ما حملت معها، وهذه الأخطاء من المفترض أن نتعلم منها ونتجاوزها ولا نكررها، لأننا للتو وضعنا قدما على طريق تنظيم البطولات الرياضية وما تحمله من متاعب ومشاق ومفاجآت
كثيرة.
البصرة وما جرى ويجري فيها هذه الأيام كله “بصرااا” وهي تجربة يمكن تكرارها في بغداد ومحافظات أخرى وإقليم كردستان إذا توفرت الإرادة السياسية
لذلك.