تحذير من خمول تشريعي وزجِّ الحكومة في مناوشات سياسية

العراق 2023/01/11
...

 بغداد: حيدر الجابر


يرى مراقبون أن هناك اتفاقاً سياسياً على قبول الجميع بما حصل عليه في التشكيلة الحكومية الحالية، لضمان مضي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في التركيز على ملفات خدمية بحتة تُرضي الرأي العام، بعيداً عن المعارك السياسية والتجاذبات، إلا أن المتشائمين يلمحون إلى أن "شهر العسل" الحالي لن يدوم طويلاً بوجود خلافات خلف الأبواب الموصدة لم تخرج إلى العلن حتى الآن، مُذكرين بالمخاض الطويل والعسير الذي انتهى بإنسحاب الكتلة الصدرية وزعيمها من المشهد، قبل أن يتسّلم الإطار التنسيقي ومن بعده ائتلاف إدارة الدولة مسؤولية تشكيل الحكومة.

القيادي في تيار الحكمة فهد الجبوري قال : إن "الخلافات السياسية موجودة، ولكنها بمعزل عن الأداء الحكومي"، مشيداً بـ"الاستقرار النسبي الذي تشهده العملية السياسية" .

وأضاف الجبوري، في حديث لـ"الصباح"، أن "الخلافات السياسية تؤثر بشدة في الأداء الحكومي، وقد تغيِّر من مجرى عمل الحكومة وبرنامجها وأولوياتها ومعطياتها"، مضيفاً أن "ما نمر به خير مثال على ذلك، لا يوجد نظام سياسي في المنطقة لا توجد فيه خلافات" .

وأشار إلى أن "هناك توجهاً لتشكيل كتلة معارضة للحكومة من المستقلين والكتل الصغيرة"، مبيناً أن "وجود حكومة السوداني مصيري للإطار التنسيقي، وأي خلافات داخل هذا التحالف لن تطفو على السطح" .

وبالنظر إلى مستوى التوتر السياسي الذي انتهى بوصول السوداني مرشحاً للكتلة الأكبر، فإن الحكومة الجديدة تعيش وضعاً نموذجياً غير مسبوق، أشبه بـ"شهر عسل"، بتوفر دعم سياسي غير مسبوق ووفرة نقدية ضخمة، بالأضافة إلى أنها حكومة بلا معارضة نيابية أو شعبية حتى الآن.

وأوضح القيادي في الاتحاد الكردستاني محمود خوشناو أن "نظام الحكم العراقي نيابي، ما يعني أن البرلمان يشكل حكومة من نتاج مشاركة الأحزاب وتمثيلهم فيها"، معتبراً أن "تحسُّن العلاقة بين الأحزاب وخفض حدة الخلافات السياسية سينعكس على التشريعات وعمل مجلس الوزراء، لتسهيل إنجاز قانون الموازنة، وقانون النفط والغاز، وغيرها" .

وأضاف خوشناو، لـ"الصباح"، أن "القوى السياسية الحالية مؤتلفة في إدارة الدولة، ويفترض أن تلتزم بالاتفاقية التي تحولت إلى منهاج وزاري وبرنامج حكومي"، معترفاً بوجود خلافات "لكنها ليست بمستوى يهدد عمل الحكومة، وسيتضح ذلك أكثر إن مُرر تشريع قانوني الموازنة والنفط والغاز في فترة لا تتجاوز ستة أشهر من عمل الحكومة" .

وتشهد معظم التجارب السياسية الديمقراطية أزمات داخل الائتلافات الحاكمة، وبحسب الأكاديمي والمحلل السياسي عبد العزيز العيساوي فإن "الخلافات السياسية على صلة بالأداء الحكومي، الذي يحتاج استقراراً داخلياً وبيئة إقليمية مستقرة ودعم دولي"، لافتاً إلى أن "الحكومات التي ولدت في فترات سياسية متوترة فشلت ولم تكمل مهمتها، برغم وجود نظرية مفادها أن أي عملية سياسية وحراك سياسي داخلي لا تقوم من دون 

خلافات" .

 وقال العيساوي، في حديث لـ"الصباح": إن "حصول كل طرف على حصته ومكاسبه سيعني تهدئة الخلافات السياسية وسير الأداء الحكومي إلى الأمام"، مشيراً إلى "عدم وجود مؤشرات برغبة سياسية حقيقية في إقرار قوانين مهمة تحتاجها الحكومة مثل مجلس الاتحاد، تعديل قانون الانتخابات، تعديل قانون مجالس المحافظات، قانون الانتخابات 

التشريعية" .

وانتقد العيساوي "الخمول التشريعي الذي يشهده البرلمان والذي سيؤثر في أداء الحكومة"، مستدركاً "لن تحصل خلافات سياسية بشأن القوانين، وإنما سيتم تعطيل القوانين المهمة" .

تحرير: علي عبد الخالق


 تحرير: علي عبد الخالق