بغداد: حيدر الجابر
يرى مراقبون أن هناك اتفاقاً سياسياً على قبول الجميع بما حصلوا عليه في التشكيلة الحكومية الحالية، لضمان مضي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في التركيز على ملفات خدمية بحتة تُرضي الرأي العام، بعيداً عن المعارك السياسية والتجاذبات، إلا أن المتشائمين يلمحون إلى أن "شهر العسل" الحالي لن يدوم طويلاً بوجود خلافات خلف الأبواب الموصدة لم تخرج إلى العلن حتى الآن، مُذكرين بالمخاض الطويل والعسير الذي انتهى بانسحاب الكتلة الصدرية وزعيمها من المشهد، قبل أن يتسلم الإطار التنسيقي ومن بعده ائتلاف إدارة الدولة مسؤولية تشكيل الحكومة.
القيادي في تيار الحكمة فهد الجبوري قال: إن "الخلافات السياسية موجودة، ولكنها بمعزل عن الأداء الحكومي"، مشيداً بـ"الاستقرار النسبي الذي تشهده العملية السياسية".
وأضاف الجبوري، في حديث لـ"الصباح"، أن "الخلافات السياسية تؤثر بشدة في الأداء الحكومي، وقد تغير من مجرى عمل الحكومة وبرنامجها وأولوياتها ومعطياتها"، مضيفاً أن "ما نمر به خير مثال على ذلك، فلا يوجد نظام سياسي في المنطقة لا توجد فيه خلافات".
وأشار إلى أن "هناك توجها لتشكيل كتلة معارضة للحكومة من المستقلين والكتل الصغيرة"، مبيناً أن "وجود حكومة السوداني مصيري للإطار التنسيقي، وأي خلافات داخل هذا التحالف لن تطفو على السطح".
وبالنظر إلى مستوى التوتر السياسي الذي انتهى بوصول السوداني مرشحاً للكتلة الأكبر، فإن الحكومة الجديدة تعيش وضعاً نموذجياً غير مسبوق، أشبه بـ"شهر عسل"، بتوفر دعم سياسي غير مسبوق ووفرة نقدية ضخمة، بالإضافة إلى أنها حكومة بلا معارضة نيابية أو شعبية حتى الآن.
وأوضح القيادي في الاتحاد الكردستاني محمود خوشناو أن "نظام الحكم العراقي نيابي، ما يعني أن البرلمان يشكل حكومة من نتاج مشاركة الأحزاب وتمثيلها فيها"، معتبرا أن "تحسن العلاقة بين الأحزاب وخفض حدة الخلافات السياسية سينعكسان على التشريعات وعمل مجلس الوزراء، لتسهيل إنجاز قانون الموازنة، وقانون النفط والغاز، وغيرهما".