بيروت: جبار عودة الخطاط
في وقتٍ يقف فيه مجلس النواب اللبناني عاجزاً تماماً في خضم اشتباك سياسي معقد يحول دون انتخاب رئيس جديد للبلاد، غيَّب الموت صباح أمس الأربعاء، رئيس مجلس النواب الأسبق حسين الحسيني، عن عمر ناهز 86 عاماً، الرجل الذي كان شاهداً على حقبة تأريخية معقدة إبّان الحرب الأهلية والذي كان له الدور الأبرز في بلورة اتفاق الطائف وكان بمثابة "عرّاب" له.
ونعى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الراحل في بيان حكومي أمس الأربعاء ذكر فيه أنَّ "لبنان فقد قامة وطنية ودستورية أصيلة هو الرئيس حسين الحسيني"، معتبراً أنَّ "بغيابه تُطوى صفحة مشرقة من تاريخ العمل السياسي والبرلماني العريق".
بينما نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني وجاء في بيان النعي: "أنعى إلى اللبنانيين كبيراً من كبار لبنان، وقامة وطنية من قاماته التي ما بدلت تبديلاً، نذرت جلَّ حياتها دفاعاً عن الوطن وعن إنسانه ووحدة ترابه وهويته الوطنية والقومية".بدوره، ذكر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، أنَّ بوفاة الحسيني "يكون لبنان قد خسر رجلاً كبيراً من رجال الطائف لطالما شكل الاعتدال نبراسه، والحوار طريقه والدستور كتابه، وتجديد الوفاق الوطني هدفه".في غضون ذلك، كان المفروض أن يعاود مجلس النواب اللبناني عقد جلساته اليوم الخميس لانتخاب رئيس جديد للبلاد وهي الجلسات التي باتت عاجزة عن تحقيق الخرق المطلوب في جدار الشغور الرئاسي المعقد، غير أنَّ وفاة رئيس مجلس النواب الأسبق الحسيني جعل رئاسة المجلس ترجئ الجلسة إلى الخميس المقبل، يذكر أنَّ المجلس قد عقد يوم 15 من الشهر الحالي جلسته العاشرة لهذا الغرض وكانت النتيجة كسابقاتها الإخفاق في انتخاب خليفة عون في قصر بعبدا.