رغم الفشل.. بريطانيا مستمرة بمشاريعها الفضائيَّة

علوم وتكنلوجيا 2023/01/15
...

 لندن: أ ف ب


أبدى رؤساء قطاع الفضاء في بريطانيا خيبة أملهم بسبب فشل المحاولة الأولى لإطلاق أقمار اصطناعية من أراضي المملكة المتحدة، لكنهم تعهدوا إجراء تحقيق في ما حصل وتكرار المحاولة لاحقاً.

وقال الكونسورسيوم الذي يضم شركة "فيرجن أوربت" ووكالة الفضاء البريطانية وميناء كورنوال الفضائي، في بيان إن "المحاولة التاريخية الأولى لإطلاق أقمار اصطناعية من الأرض البريطانية بلغت الفضاء في وقت متأخر أمس (الاثنين)، لكنها لم تنجح في نهاية المطاف في بلوغ المدار المستهدف".


صفعة لقطاع الفضاء الوليد

ويمثل فشل المهمة في وقت متأخر الاثنين، صفعة لقطاع الفضاء الوليد في المملكة المتحدة التي كان نجاح هذه المهمة سيجعلها واحدة من تسع دول قادرة على إطلاق صواريخ إلى مدار الأرض.

أقلعت مركبة "فيرجن أوربت بوينغ 747" تحمل الصاروخ البالغ طوله 21 متراً، من الميناء الفضائي في كورنوال في جنوب غرب إنكلترا عند الساعة 22,02 ت غ الاثنين.

ثم انفصل الصاروخ عن المركبة الجوية وانطلق كما هو مخططٌ على ارتفاع 35 ألف قدم فوق المحيط الأطلسي جنوب ايرلندا قرابة الساعة 23,15 ت غ.

لكنْ فيما كان مقرراً أن يدخل الصاروخ المدار ويُطلق أقماره التسعة، فقد أبلغ العلماء عن "اختلال" حال دون وصوله إلى المدار.

وأشار بيان الكونسورسيوم إلى أنه "في وقت معين، خلال إشعال الطبقة الثانية من محرك الصاروخ وعندما كان منطلقًا بسرعة تفوق 11 ألف ميل في الساعة، تعرض النظام لاختلال أدى إلى إنهاء المهمة مبكراً".

وأشاد رئيس شركة "فيرجن أوربت" دان هارت بفرق الإطلاق، لكنه قال إن مهمتهم تعقدت بسبب "طبيعة هذه المهمة الأولى من نوعها"، ما ترافق مع "تعقيدات إضافية".

وأضاف "سنعمل بلا كلل لفهم طبيعة الفشل، واتخاذ الاجراءات التصحيحية والعودة الى المدار بمجرد الانتهاء من التحقيق الكامل وعملية ضمان سلامة المهمة".

وقالت وكالة الفضاء البريطانية إنها ستعمل عن كثب مع "فيرجن أوربت" لأنها "تحقق في سبب الاختلال".

وقال مدير الرحلات الفضائية التجارية في الوكالة مات آرتشر "رغم هذه النتيجة المخيبة للآمال ... نجح المشروع في إنشاء قدرة إطلاق أفقية" في ميناء كورنوال الفضائي.

عملية الإطلاق الاثنين كانت الأولى من نوعها من الأراضي البريطانية، بعدما كانت الأقمار الاصطناعية المنتجة في المملكة المتحدة تُرسَل إلى المدار عبر موانئ فضائية أجنبية.


"في غضون عام"

شارك مئات الأشخاص في إطلاق المهمة التي سُميت "ستارت مي أب"، في إشارة إلى أغنية شهيرة لفرقة رولينغ ستونز، والتي تتكفل بها شركة "فيرجن أوربت" التابعة للملياردير البريطاني ريتشارد برانسون المتخصصة في عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية الصغيرة إلى الفضاء.

وكان من المفترض أن يكون للأقمار الاصطناعية مجموعة متنوعة من الوظائف المدنية والدفاعية، من مراقبة البحر إلى مساعدة البلدان على اكتشاف مهربي البشر، مروراً بمتابعة الأرصاد الجوية من الفضاء.

قالت رئيسة شركة Satellite Applications Catapult لوسي إيدج إن التخطيط سيبدأ فوراً لمهمة بديلة لحساب جهة من زبائن الشركة كان لديها قمر اصطناعي للمراقبة البحرية على المهمة.

لكنها أشارت إلى أن المسألة الأهم تتعلق بقدرات الإطلاق الفضائي في المملكة المتحدة.

وقالت إيدج لإذاعة "بي بي سي"، "سنواصل تجاربنا. ستكون لدينا قدرة إطلاق من المملكة المتحدة، ربما أكثر من واحدة. أعتقد منطقياً أن الأمر سيحصل في غضون عام".


الاستغلال التجاري للفضاء

ازداد عدد القواعد الفضائية في أوروبا في السنوات الأخيرة بسبب مشاريع الاستغلال التجاري لقطاع الفضاء.

ولفترة طويلة، كانت الأقمار الاصطناعية تُستخدم في المقام الأول للبعثات الخاصة بوكالات الفضاء الوطنية، لكنّ معظم مشاريع الموانئ الفضائية في أوروبا باتت مرتبطة بمبادرات للقطاع الخاص.

وقد شهدت السوق طفرة كبيرة مع ظهور شركات ناشئة صغيرة، إضافة إلى تكنولوجيا حديثة جعلت كلاً من الصواريخ والأقمار الاصطناعية أصغر حجماً، والتزايد السريع في عدد تطبيقات الأقمار الاصطناعية.