ترقب لتنفيذ مذكرة التفاهم مع شركة {سيمنس}

العراق 2023/01/15
...

 بغداد: هدى العزاوي


رأى برلمانيون ومراقبون للشأن السياسي أن توقيع العراق مذكرة تفاهم مع عملاق الطاقة الألمانية شركة “سيمنس” لتأهيل قطاع الكهرباء في البلاد يعد الخطوة الصحيحة الأكثر جرأة والأهم التي قامت بها حكومة محمد شياع السوداني، وأن هذه الخطوة ستفتح الباب واسعاً أمام إعادة تأهيل منشآت الطاقة في العراق وزيادة كمية الإنتاج بحدود 6 آلاف ميغاواط في المرحلة الأولى من خارطة طريق “سيمنس».

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي، في حديث لـ”الصباح”: إن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لا يزال يؤكد اهتمامه وعنايته بقطاع الكهرباء، وأن خطواته جادة في رفع الحيف والظلم عن المواطنين في ظل المشكلة الحقيقية في هذا الملف الذي يستدعي معالجات ستراتيجية».

وبين أن “زيارة رئيس الوزراء إلى ألمانيا ركزت على بحث دعم البنى التحتية لقطاع الكهرباء مع شركة (سيمنس) الألمانية التي تعتبر شريكاً رصيناً وأساسياً منذ سنوات مع وزارة الكهرباء ولديها جملة من الأعمال والمحطات والمنشآت التي تم نصبها وصنعها في العراق».

وأضاف العبادي أن “زيارة السوداني عنيت بتوقيع مذكرة التفاهم مع (سيمنس)”، موضحاً أن “أهم ما جاء في هذه المذكرة نصب محطات إنتاجية بواقع 6 آلاف ميغاواط، إضافة إلى الاهتمام بمشاريع الطاقة الشمسية، كما عنيت المذكرة بدعم قطاع النقل وإنشاء محطات ناقلة وخطوط نقل لتصريف الطاقات المنتجة، كما تضمنت المذكرة جزئيات تتعلق بإمكانية استغلال حقول الغاز المصاحب والطبيعي  من قبل وزارة الكهرباء وإنشاء المصافي لصالح الوزارة”، مبيناً أن “مشكلة الكهرباء حقيقية وتتمثل بانحسار إطلاقات الغاز سواء المورد أو الوطني، والحاجة الماسة للوقود والغاز، لذا فإن مذكرة التفاهم بحثت هذه 

الجزئية من الموضوع».

من جانبها، قالت عضو لجنة الطاقة والكهرباء النيابية، سهيلة السلطاني، في حديث لـ”الصباح”: إن “أزمة الكهرباء تتصدر قائمة القطاعات الخدمية في حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وقد أوضح رئيس الوزراء بأن مذكرة التفاهم مع (سيمنس) ليست مجرد مذكرة عادية مثل المذكرات الأخرى، وإنما هي أكثر تعزيزاً كون رئيس الوزراء قبل التوجه إلى ألمانيا وفّر التخصيصات المالية الكافية لهذه المذكرة».

وبينت أن “هذه المذكرة مدعومة مالياً، وبالتالي فإن العقبة الكبيرة المتعلقة بالتمويل المالي والتخصيصات انتفت، بالإضافة إلى تعرض أوروبا لهزة كبيرة جراء الحرب الروسية الأوكرانية وما تعرض له مجال الطاقة هناك من عدم توفر الغاز الروسي”، موضحة أن “كل تلك الأمور تدفع باتجاه أن تكون المذكرة العراقية مع (سيمنس) أكثر واقعية وفعالية على أرض الواقع».

بينما وصف المحلل في الشأن الدولي، الدكتور حيدر سلمان، مذكرة التفاهم مع الشركة الألمانية العملاقة والتعاقد معها بـ”الخطوة الجريئة” من قبل حكومة السوداني.

وبين سلمان في حديث لـ”الصباح”، أن التعاقد ومذكرة التفاهم مع “سيمنس” تصب جميعها في مصلحة قطاع الطاقة “لكن في المرحلة الحالية فهي تتضمن التوليد والتي تشمل محطات توليدية بسعة 6 آلاف ميغاواط بالإضافة إلى صيانة 13 محطة”، موضحاً أن “قيمة العقود ستتجاوز كلفتها 5 مليارات دولار، لكن المذكرة مازالت في الحروف الأولى، وبالتالي فإن هذه العقود لم توقع نهائياً وتحتاج إلى وقت وأن تمر بالتدقيق القانوني وتكون ملائمة بين الطرفين، وسننتظر خلال الأشهر المقبلة التوقيع 

النهائي على المذكرة».

وأشار إلى أن “هناك حديثاً عن وجود ملفات أخرى سيتم تطويرها عن طريق ألمانيا في قطاعات الطاقة تحديداً، تشمل شبكات النقل ومن ثم شبكات التوزيع، والمرحلة الأخيرة - في ملف الطاقة أيضاً - في موضوعة الغاز المصاحب وملف الغاز الأولي”، منوهاً إلى أن “الوقت مبكر لتقييم المذكرة، إلا أن توجه العراق إلى ألمانيا في هذا المجال واضح، ومستقبلاً سيكون هناك 

تعاقد مع الصين».

فيما بين المحلل والكاتب السياسي، علي البيدر، في حديث لـ”الصباح” أن “التوجه صوب ألمانيا يعد خطوة جيدة ويمكن لها أن تسهم في تأهيل وإنشاء مؤسسات وبنى تحتية جديدة خصوصاً في ما يتعلق في مجال الكهرباء».

وأوضح أن “العالم اليوم بحاجة لبدائل للطاقة الروسية، ولربما سوف توفر بيئة مناسبة للتبادل الاقتصادي لمختلف أشكاله بين العراق وبين الجانب الألماني، وهذه النقطة تخلق مرحلة جديدة سوف تعزز من خلالها إمكانيات الحكومة، وبالتالي تحصل على مزيد من الرضا والقبول الشعبي».

وأشار إلى أن “التحرك باتجاه ألمانيا وشركاتها هي الخطوة الأهم من قبل حكومة السوداني، وسوف تكون هناك انعكاسات إيجابية خلال المراحل المقبلة في ما يتعلق بجوانب إصلاحية وجوانب اقتصادية قد تكون ذات مردود إيجابي للمشهد العراقي، وفي نفس التوقيت هناك رغبات حتى إقليمية في دعم توجهات الحكومة العراقية في مجال تأهيل البنى التحتية واللجوء إلى الجانب الألماني والشركات الألمانية لتنفيذ البرنامج الحكومي الذي وعد السوداني الشارع العراقي به».


تحرير: محمد الأنصاري