بغداد: محمد إسماعيل
تصوير: رغيب اموري
استهل اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين، صباح السبت الماضي، بصوت محمد القبانجي: "بغداد لا أهوى سواك مدينة.. وليس لي عن أم العراق بديل"، وهو يصدح بمقام اللامي في مقدمة فيلم "الحاضر.. غائب طعمة فرمان" الذي وثق به طالب محمود السيد حياة الروائي العراقي المغترب في روسيا غائب طعمة فرمان.
وقد عرض الاتحاد الفيلم في جلسة حوار للسيد* مؤلفاً ومخرجاً* التي أدارها د. صباح الموسوي، قائلاً: فرضت الغربة على فرمان، منفياً من وطنه العراق وأسقطت عنه الجنسية مرتين.
واستعرض الفيلم علاقة غائب بمدينة بغداد، من خلال أحاديث القاص حميد المختار والناقد علي الفواز والمخرج المسرحي كاظم النصار والسيناريست حامد المالكي، الذين أجمعوا على أنه ذو ذاكرة وقادة ورؤى فنطازية. إذ عاش منفياً في بغداد التي أخذها معه إلى الغربة، فصارت هي البطل في رواياته وليس الشخوص أو الأحداث.
وغائب الذي ولد في المربعة، ببغداد عام 1927 وتوفي في موسكو عام 1990 قال أثناء الفيلم: برغم ثلاثين عاماً من النفي، أشعر بانتمائي إلى وطني العراق.
وأكد طالب: غائب حلقة في سلسلة أفلام وثائقية، سيرية، تناولت فيها شخصيات عرضناها بموضوعية كما هي، من خلال شهادات أحاطت بحياتهم، مضيفاً: لم أجد لفرمان أية وثيقة أبني الفيلم عليها، سوى فيلم أنتجه في موسكو المخرج العراقي علي كامل، فجر عندي الرغبة بإنجاز هذا الفيلم.
ولفت إلى أن: المجتمع العراقي لا يعنى بالأرشفة، فعندما ذهبت إلى المربعة أبحث عن بيته، وجدته متحولاً إلى مطعم فلافل، ولم يبق من البناء القديم سوى جدار ممحو.
أما د. صالح الصحن، فبعث رسالة صوتية، قال فيها: طالب كاتب ومخرج محترف يجيد صناعة فيلم وثائقي بطريقة شاعرية تدرك معنى اللقطة وحجمها وهدفها. كما وأغنى الحاضرون الجلسة بمداخلات شاركت فيها "الصباح".