(تعال ياي)

الصفحة الاخيرة 2023/01/23
...

عبد الهادي مهودر 

يقلب الخليجيون حرف الجيم إلى الياء كما يقلبه العراقيون في المدن الجنوبية قبل أن تتبغدد اللهجة الجنوبية، وبعيداً عن موضوع اللهجات وأسباب تخلي العراقيين عن لهجتهم في الأعمال الدرامية واللقاءات الفنية دون بقية العرب، ومع انتهاء بطولة خليجي 25 لا بد من سؤال وجواب وجردة حساب 

وعتاب، فتعالوا نقول (تعال ياي) أيها الإعلامي والسياسي العراقي والعربي على حد سواء، لماذا يفاجأ المواطن الخليجي الأقرب إلينا جغرافياً برؤية أشياء لم يكن يراها ولا يتوقعها وصفات وعادات وشيم لم يسمع بها، ولم يكن العراقيون بخلاءً قبل خليجي 25 وأصبحوا طيبين وكرماء فجأة، ولم تبنَ المدينة الرياضية وملعبا جذع النخلة والميناء والجسر الإيطالي فجأة، وإذا جئنا إلى البصرة الأقرب لدول الخليج فكل ما فيها من منشآت رياضية وجسور وفنادق وشوارع وكورنيش ليست وليدة اليوم، لا البناء جديداً ولا الكرم العراقي مستحدثاً ولا شط العرب اكتشافاً، وإذا كان هناك شيء جديد وغير طبيعي فهو الدهشة العربية وكأننا نتعارف ونلتقي للمرة الأولى، حتى تولدت لدينا دهشة من أثر الدهشة وكثرت تساؤلات العراقيين عن أسباب انفجار هذا السيل الهادر من الإطراء والمديح والإعجاب وإبداء الندم الذي ظهر في الإعلام الرياضي الخليجي ومواقع التواصل الاجتماعي، ما بين تعتيم تام وتغطية إعلامية مفرطة، فكانت نقطة تحوّل كبيرة ومهمة ومحمودة ومختلفة تماماً هذه المرة لأن العرب هم الذين أقبلوا على العراق وقالوا له (تعال ياي) بعد سنوات على طلبه استضافة البطولات الرياضية على أرضه بإلحاح شديد، والآن وقد انتهى الدرس العراقي الخليجي، فالثابت وسط المتغيرات السياسية هو الدول والشعوب فهي الباقية ومصالحها وتعايشها وتواصلها يجب أن تكون الهدف الأول والأخير للحكومات وألا تنهيها صافرة حكم ولا حاكم لتعود إلى وضعها الذي كانت عليه قبل مواسم الحروب التي جعلت العراق على بعد 43 سنة من تنظيم آخر بطولة رياضية في ملاعبه وبين جمهوره، وعلى بعد مئات السنين عن مكانته الطبيعية، ولم يكن لخليجي 25 أن تحقق كل هذا النجاح الصاخب لو لم تكن عراقية بصراوية في ظلال النخيل وفي ظل بلدة طيبة وشعب وكريم، وانتهت متعة أسبوعين من الجدوى بكل أبعادها المنظورة وغير المنظورة وانتهى فاصل (تعال ياي) أكثر الفواصل إيجابية وعدنا تلقائياً إلى جدلية الدولار وسعر بيض الدياي وأيهما أولاً البيضة أم الدياية؟ لكن خلاصتها الأهم فوز العراق منتخباً 

وشعباً ودولة.