أغراض الغرفة المغلقة

الصفحة الاخيرة 2023/01/24
...

 بغداد: مآب عامر


كانوا ينادون بصوت عالٍ، بعضهم يُشغل تسجيلاً صوتياً لاستقطاب المارة، أمام كل واحد منهم بسطة شرشف صغير على الأرضية أو طاولة حديدية ينثرون عليها بضائعهم بصورة عبثية. يوم معتدل الأجواء من كل أسبوع، يواظب سعد على التجول بين بضائع الأنتيكات وبالات الأجهزة والآلات والعُدد المختلفة، يترصد القطع الغريبة والجديدة.

من بين أكوام "الخردوات" يشعر سعد أن القطع الثمينة تناديه، منذ 

أن كان في التاسعة من عمره يوم دخوله خلسة إلى غرفة محكمة الإغلاق في بيت جده، كانت هادئة وإنارتها خافتة ممتلئة برائحة خشب الصاج.

عند طاولة في سوق للأنتيكات والبالات، يتوقف الشاب ويمد يده إلى علبة زجاجية بيضاء صغيرة الحجم، يوحي شكلها بأنها تعود إلى امرأة من العصر الفكتوري، داخلها خاتم عتيق مزين بحجر يبدو كالماس، بحسب جهاز فحص واختبار الأحجار. 

كان يدخلها كل أسبوع خلسة، فقد شكلت الغرفة المغلقة بالنسبة لطفولته عالم مليئاً بالاستكشافات العجائبية التي صُف داخلها بأناقة مبهرة: أثاث منزلي، مكواة للثياب عتيقة، تلفاز خشبي وراديو وتلفونات وساعات المنضدة وغيرها الجدارية، فضلاً عن تحف وأنتيكات تم تجميعها والحفاظ عليها من أيام جد جده، وهم يحرصون على انتقاء الجميل منها والمدهش.

يتمكن الشاب من المشاركة في أحد مزادات الأنتيكات عبر عرض أغراض الغرفة المغلقة غاية 

في التربح، لكنه يفضل هواية 

الجمع، والتي أضيفت إلى موروث أسرته في تقديس تحفها ومقتنياتها الخاصة.