غليان في الشارع اللبناني إزاء هستيريا الدولار

قضايا عربية ودولية 2023/01/28
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط


يقول اللبنانيون إنَّ «لحظة الارتطام المدوّي في قعر جهنم التي أشار إليها الرئيس السابق ميشيل عون قد أزفت»، فالوضع يتجه من سيئ إلى أسوأ، تعاظم للأزمات الاقتصاديَّة والسياسية والقضائية، والمواطن مذهول من هستيريا السوق جراء جنون الدولار الذي حطم كلَّ الأرقام القياسية، وغليان في الشارع مع تحركات وإضرابات محدودة، الأفق مسدود تماماً وما من حلول في خضم صراعات محتدمة 

سياسياً وقضائياً!. 

ومع الانهيار الكبير في سعر الليرة احترقت الأسعار وباتت مسألة تأمين الحدود الدنيا مما يحتاجه اللبناني في غاية الصعوبة والحرج.. «الصباح» كانت لها جولات خلال يومي الخميس والجمعة في الكثير من متاجر بيروت ولمست العجب العجاب من ارتفاع كبير جداً للأسعار وفقدان لسلع ضرورية والمواطن في حيرة من أمره، فيما تفاقمت أزمة القضاء اللبناني الذي انقسم بعد عودة القاضي طارق البيطار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، في صراع عنيف بين الأخير والنائب العام التمييزي غسان عويدات اتخذ صيغة تدابير متقاطعة بين الاثنين بينما حذر مراقبون من (الفتنة التي ستترتب على عودة القاضي البيطار رغم كف يده) الأمر الذي حدا مسؤولين وساسة لبنانيين على إطلاق تحذيراتهم من مغبة تصدع القضاء اللبناني في ظل حالة الانهيار الكبير، إذ حذرت النائب ندى البستاني من أنَّ «اغتيال السلطة القضائية هو الهدف الأخير بمخطط تدمير لبنان، بعد الانهيار المالي والسياسي والدستوري والتداعي الأخلاقي، رح نواجه هالمؤامرة الكبيرة حمايةً لما تبقّى من الدولة، وما رح نسمح بإخفاء 

حقيقة تفجير المرفأ». 

أما النائب هادي أبو الحسن فرأى في تصريحات له أمس الجمعة أننا «وصلنا إلى أفق مسدود في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت»، مشدّدًا في حديث إذاعي على أنَّ «المطلوب لجنة تقصي حقائق دوليّة وإسقاط الحصانات عن الجميع لإجراء التحقيق اللازم مع المعنيين». 

وحث «الغيارى على لبنان والسفارات والمراجع الدولية على المساعدة الفعالة في فتح تحقيق دولي بدلاً من تحويل الملف إلى ساحة تجاذبات إقليمية». وأضاف أنَّ «الخلاف السياسي انتقل إلى داخل الجسم القضائي»، معتبراً أنَّ «الجميع نسي كيف تمّ تفجير المرفأ ومن أتى بالنيترات». ولفت إلى «ضرورة توحيد الجسم القضائي، وعلى كل الكتل والمسؤولين إعطاء حيّز لمجلس القضاء الأعلى كي يخرج بأمر ما يتيح إعادة اللحمة 

إلى الجسم القضائي». 

وقال: «إذا انكسر القضاء انكسرت الهيبة، ومن غير المقبول أن تسقط الحقيقة وألا يعرف من فجّر مرفأ بيروت». بدوره أشار المفتي الشيخ أحمد قبلان إلى أنه «لا بد من إنقاذ سياسي سريع لأنَّ ما يجري ليس صدفة أبداً، ولعبة الدولار فتيل حرب أهلية ينفذه لوبي دولي إقليمي بقيادة واشنطن، والمطلوب من القوى النيابية المسيحية ملاقاة القوى النيابية المسلمة على أبواب مجلس النواب لإنقاذ البلد من أسوأ فراغ يضع لبنان على حافة حرب أهلية». وأضاف «أقول قبل خراب لبنان هناك سيناريو تدميري للبلد، والمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار مشروع حرب أهلية ويجب محاكمته، وواشنطن تريد بناء البلد على الرماد، والمطلوب حماية الأمن والقضاء والسلم الأهلي من لعبة دمار أميركي شامل، والبيطار ينفذ سيناريو حرق القضاء والبلد والدوس على دماء شهداء المرفأ، واللعب بالشارع أشبه بمتاريس حرب». 

في الأثناء شهد الشارع اللبناني تحركات احتجاجية وصفها مراقبون بالمحدودة قياساً بفداحة الأزمة، إذ قام محتجون على تردي الأوضاع وانهيار الليرة بإقفال الاتوستراد الساحلي عند محلة الناعمة باتجاه بيروت كما قطع محتجون طريق صور- الناقورة العام.