الإعلام ونقل الحقيقة

آراء 2023/01/29
...

 إياد مهدي عباس 


يلعب الإعلام دوراً كبيراً في نقل الحقيقة أو تزييفها احيانا، فطبيعة عمل الاعلام ونجاحه ومهنيته مرتبطة بأمور عديدة، أهمها الحيادية والنزاهة والامانة الصحفية، بعيدا عن المصالح الشخصية والفئوية الضيقة.

ويمكن لأي متابع للشأن العراقي أن يكتشف بأن هناك صورة سوداوية عن المشهد العراقي في الخارج، فالعالم يتصور بأن العراق ما زال ساحة حرب وتقاتل طائفي وصراع مجتمعي، فالساحة العراقية كانت أرضاً خصبة لوسائل الاعلام المختلفة، لا سيما بعد 2003 عندما أصبح هناك متسع من الحرية لعمل القنوات الاعلامية الوطنية منها، وغير الوطنية فاختلفت الأجندات التي اراد البعض من خلالها تنفيذ مخططاته الشريرة، بينما كان البعض الاخر يحاول ان يكون له دور في اعادة بناء البلد وانجاح المحاولات الخيرة فيه، من خلال نقل الحقيقة وتوعية المجتمع وتعزيز المفاهيم الديمقراطية الحقيقية ومحاربة الفساد ورصد الظواهر السلبية التي ظهرت بصورة كبيرة. 

ولكن يبدو بأن صوت الإعلام السلبي كان أقوى ونجح في نقل صورة مشوشة عن الوضع العراقي، والدليل على ذلك أنَّ كلَّ من يزور العراق لاول مرة يعبر عن صدمته ومدى التزييف في الحقائق من قبل الإعلام السلبي.

ماحدث في خليجي 25 كان دليلا على ما أسلفنا، فضيوف العراق من أبناء الخليج عبّروا عن دهشتهم، عندما وجدوا أن ما على الأرض يختلف تماما عما كانوا يتابعونه أو يسمعونه من أخبار وأحداث، نجح الإعلام السلبي في ايصالها عبر قنواته المسمومة.

ومن هنا نريد أن نستفيد من هذه التجربة، من خلال دعم الاعلام الوطني، ليكون أكثر قوةً وتاثيرا في نقل الواقع العراقي إلى الخارج، إضافة إلى ضرورة توحيد الكلمة الداخلية وتوفير السبل الكفيلة لحماية واقعية للإعلاميين، وخلق بيئة آمنة تخص العمل الاستقصائي.

ومن هنا نقول بأن الجميع مطالب بإنجاح مهمة الإعلام الوطني، وتهيئة الأجواء المناسبة لعمله كوسيلة وطنية تساهم في نقل صورة ايجابية عن الوطن كما تعمل على تعزيز المفاهيم الوطنية والديمقراطية، فالاعلام في كل البلدان المتقدمة كان له دور كبير في نجاح تجاربها باعتباره أحد دعائم البناء الديمقراطي.