أ.د. جاسم يونس الحريري
تعد العلاقات الأردنية العراقية علاقات وثيقة تاريخيا بين الشعبين، وبعد الغزو والاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 انتقل آلاف العراقيين للإقامة في الأردن من مختلف شرائح المجتمع، سواء كانوا كسبة وعمالا مهرة وأطباء ومهندسين، فضلا عن وجود طلاب دراسات عليا وأولية في الجامعات الأردنية الحكومية والأهلية.
ورفضت الأردن أن تكون أراضيها منطلقا للقوات الأميركية لغزو العراق، فضلا عن إرسال مستشفى ميداني أردني في مدينة الفلوجة لخدمة الشعب العراقي بعد 2003، وإرسال فريق طبي أردني لمدينة الرطبة لتطعيم الأطفال العراقيين وسفر الكثير من العراقيين لإجراء العمليات الجراحية في المستشفيات الاردنية. وتوجد ملفات ساخنة بين الطرفين يمكن استعراض أبرزها:
وجود أركان ورموز النظام السابق:
طالب العراق بتسليم المطلوبين من أركان النظام السابق المقيمين في الأردن في قضايا جنائية، وبموجب استقدامات من خلال الشرطة الدولية ((الإنتربول)) لكن السلطات الأردنية رفضت تسليمهم للعراق، وهذا يحتاج إلى جهد دبلوماسي وقضائي وامني واستخباري لتكوين ((خلية أزمة))، لتجميع القرائن والاثباتات للادانة تجاه المطلوبين لتسليمهم إلى السلطات القضائية العراقية، وحسم ملفاتهم اما للادانة أو
للتبرئة.
وجود معاهدة سلام بين الاردن و الكيان الصهيوني:
وقعت الاردن مع الكيان الصهيوني معاهدة سلام سميت ((معاهدة وادي عربة)) عام 1994، ويخشى العراقيون أن تستغل هذه المعاهدة من قبل الكيان الصهيوني لتسلسل البضائع الصهيونية إلى الأسواق العراقية في ظل وجود سهولة تبادل البضائع مع الأردن، لكن الإشكالية هنا استغلال الكيان الصهيوني الساحة الأردنية لإدخال بضائع صهيونية بأوراق منشأ مختلفة إلى العراق، كأن تكون أردنية أو مصرية أو حتى أوروبية، وهو اسلوب استخدمه الصهاينة عبر استغلال مايسمى بسياسة((الجسور المفتوحة))عام 1967 لضخ البضائع الصهيونية وادخالها إلى العراق، وهناك تقارير لصحف صهيونية متعددة أكدت ذلك.
استغلال أنبوب النفط العراقي الأردني لتصدير النفط العراقي إلى الموانئ الصهيونية عبر الموانئ الادرنية لفرض نوع من التطبيع الاقتصادي بين العراق والكيان الصهيوني.
خلاصة واستنتاجات:
إن العراق يدرك أن الاردن مقيدة بمعاهدة السلام مع الكيان الصهيوني، لكن هذا لا عفي صانع القرار العراقي من استثمار علاقته مع الاردن، لخدمة مصالح الشعب العراقي، من خلال استثمار الموانى الأردنية كميناء العقبة، لتكون بديلا اقتصاديا للعراق يستعاض من البديل التركي في حالة الازمات السياسية بين العراق
وتركيا.
توجد داخل الاردن نقابات ومنظمات مجتمع مدني تناهض التطبيع مع الكيان الصهيوني يمكن استثمارها، ودعمها معنويا واستضافتها في المؤتمرات والندوات لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني داخل العراق.
تعشيق العلاقة مع الشعب الأردني الشقيق لبناء مشتركات شعبية يستفاد منها العراق في سياسته الخارجية، وما تجربة زيارة نخبة من الصحفيين الأردنيين مؤخرا إلى العراق الا تجربة استقصائية يمكن استثمارها لاطلاع الجمهورالأردني، من خلال وسائلهم السمعية والمرئية والمقروءة بصورة خاصة، والعربي بصورة عامة على الواقع العراقي، وتصحيح النظرة إلى الميدان الداخلي العراقي، بكونه واحة استقرار، وأمان، وكرم، وود لاشقائه العرب، الذين عايشوا خليجي٢٥ وهو يدخل ضمن منظومة القوة الناعمة العراقية تجاه دول الجوار
للعراق.